المار بالأسواق الشعبية يلاحظ تحويل أغلب الشبان لطاولاتهم التجارية والتي لبست حلة العيد، فمن بيع مستلزمات الحلويات إلى بيع الملابس واكسسورات تجميل البنات وحتى عرض ألعاب العيد بأشكالها المختلفة، وراح آخرون إلى استباق موعد استئناف الموسم الدراسي بعرض المآزر وكذا الأدوات المدرسية، فيما تمسك بعض التجار بعرض المواد الرمضانية وعولوا على الاستمرار في عرضها إلى آخر يوم من رمضان، ليشكلوا بذلك ثالوثا مناسباتيا يفرح التجار وينهك جيوب العائلات. بحيث اكتظت الأسواق بالزبائن قصد التحضير للمناسبة السعيدة وتجاوب المواطنون مع تلك المعروضات التي تعددت وتنوعت واختلفت أثمانها من محل لآخر ومن طاولة لأخرى وراح الزبون يصول ويجول من أجل الظفر بأثمان تناسب قدرته الشرائية وتحافظ على ميزانية الأسرة التي تزامنت فيها أكثر من مناسبة مرة واحدة فبعد رمضان، تأتي مناسبة عيد الفطر المبارك وبعده بأيام الدخول المدرسي، وسارت بذلك طاولات البيع على درب تلك المناسبات ففيما فضل بعض الشبان التمسك بعرض اللوازم والمواد الرمضانية حتى ونحن على مشارف نهاية شهر رمضان المعظم راح آخرون إلى التسابق على عرض مستلزمات العيد التي تتطلبها الأسر الجزائرية فمن ملابس الأطفال إلى مستلزمات الحلويات، وحتى ألعاب الأطفال احتلت جزءا من تلك المعروضات، ومنهم حتى من راح إلى استباق موعد الدخول المدرسي وعرض بعض الأدوات المدرسية إلى جانب المآزر التي اتحدت ألوانها بين اللون الوردي والأزرق وفق ما يتطلبه النظام المدرسي الذي فرض توحيد ألوان المآزر في مختلف الأطوار. وهو ثالوث أسعد التجار الذين هبوا إلى تنويع تجارتهم وتحويلها على حسب المناسبات لزيادة مداخيلهم إلا أنه أرعب في نفس الوقت العائلات التي لا تكاد تخرج من مناسبة حتى تصطدم بأخرى مما يكلفها ميزانيات كبرى لتغطية مصاريف العيد وكذا الدخول المدرسي بعد أن تخبطت أغلب العائلات مع متطلبات الشهر الكريم. فبعد اللهيب الذي مس الخضر والفواكه وجميع المواد الرمضانية ذلك الارتفاع الذي سيعود حتما في هذا الأسبوع بعد أن عرفت تلك المواد استقرارا أياما بعد رمضان، خاصة وأنها فترة قصيرة تسبق مناسبة عيد الفطر المبارك التي تحتاج فيها الأسر الجزائرية إلى الخضر على غرار الكوسة باعتبارها موادا يتطلبها تحضير بعض أطباق العيد التقليدية مما يؤكد ارتفاع وتيرة الأسعار مرة أخرى، إضافة إلى غلاء ملابس العيد وكذا مستلزمات تحضير الحلويات دون أن ننسى حدث الدخول المدرسي كمناسبة هامة تنقض على ميزانية لا بأس بها على مستوى أغلب الأسر التي يتعدد فيها الأبناء. وفيما راح التجار النظاميون وحتى الفوضويون إلى تنويع سلعهم وفق ما يتطلبه تعاقب المناسبات، بحيث فاضت الأسواق بالسلع واستبشروا خيرا، راحت أغلب الأسر إلى الحيرة في كيفية تدبر أحوالها من أجل استيفاء تكاليف المناسبات الثلاث. ما بينته إحدى السيدات بسوق ميسوني بالعاصمة التي تضم أسرتها خمسة أبناء، بحيث قالت إنها تتخوف كثيرا فبعد صراعها مع متطلبات رمضان ها هو العيد يحل علينا بخطى سريعة بكل ما يحمله من مصاريف لتكون العائلات في موعد بعده مع مناسبة أثقل للجيوب وهي مناسبة الدخول المدرسي، ووجهت نداء إلى التجار من أجل التحلي بالحكمة والتعقل في ضبط الأسعار والأخذ بأيدي المواطنين وليس الزيادة في معاناتهم قصد الربح على حسابهم وعليهم أن يحسوا بتضخم المصاريف على مستوى الأسر واللطف بها لتمرّ المناسبات بسلام ولا يلجأ المرء إلى الاقتراض من هنا وهناك ومن ثمة الوقوع في فخ الديون.