يوم أسود في تاريخ مصر.. وغضب في الجزائر! شدّت الأحداث الدموية الأليمة التي شهدتها العاصمة المصرية القاهرة والعديد من المحافظات الأخرى أمس الأربعاء أنظار الجزائريين الذين استنكروا إراقة دماء إخوانهم، وحمّل أكثرهم نظام السيسي مسؤولية الانزلاق الخطير الذي يجرّ مصر شيئا فشيئا نحو حرب أهلية ومأساة إنسانية قد تخلّف عددا كبيرا جدّا من الضحايا. إضافة إلى عدد من الفعاليات السياسية والجمعوية التي استنكرت ما جرى بعد قيام النّظام الانقلابي بفضّ اعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي بالقوّة، حفلت مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات برسائل استنكار شعبية ودعوات إلى وقف نزيف دماء المصريين الذين يمرّون بواحدة من أصعب وأخطر مراحل تاريخهم. لقد كان يوما داميا، شديد السواد في تاريخ مصر، لهذا امتدّ غضب العرب والمسلمين الذين يتضامنون مع أشقّائهم شديدا في كلّ بلدان العالم، ومنها الجزائر التي شاطرت مصر أحزانها، مع خالص الدعوات بأن يفرّج اللّه كربتها. النهضة تستنكر واصلت حركة النهضة تنديداها بما يحدث في مصر من إراقة دماء الشعب، حيث وصفت ما يجري في مصر من أحداث ب (الإجرام والقتل في حقّ المعتصمين السلميين)، ودعت عقلاء مصر إلى التحرّك سريعا لوقف الانحدار نحو العنف من خلال مقاربة سياسية تشكّل مخرجا من الأزمة الحالية التي تعيشها مصر وتعيد الكلمة للشعب باعتباره مصدر كلّ سلطة واستدراك الأمور قبل فوات الأوان. وطالبت حركة النهضة في بيان لها أمس الانقلابيين في مصر بمراجعة حساباتهم ووقف مجازرهم والعمل على تغليب الحلول السياسية بدلا من الحلول الأمنية، فالإصرار على القتل سيدفع ثمنه جميع المصريين وفي مقدّمتهم المؤسسة العسكرية ومقدراتها، كما أن العنف لا يولّد إلاّ مزيدا من العنف -حسب المصدر-. من جهة أخرى، دعت الحركة أحرار العالم إلى العمل على وقف هذه المجازر والتحرّك ضمن جميع الأطر المتاحة لمساعدة الشعب المصري على تجاوز محنته، وأشار البيان إلى أن الوقت الذي كان ينتظر فيه العالم تسوية سياسية لمشكل سياسي في مصر نجم عن انقلاب عسكري أتى على جميع المكتسبات التي حقّقها الشعب المصري بثورته على الظلم والطغيان، ليتفاجأ العالم اليوم بمجزرة جديدة ودماء جديدة تسيل على أرض الكنانة ترتكبها فئة الانقلابيين. مبادرة جزائرية للمصالحة بين المصريين كان علي عيّة، شيخ الزّاوية العلمية لتحفيظ القرآن والذكر، وجّه نداء عاجلا من الجزائر لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في دولة مصر الشقيقة التي دخلت نفقا دمويا مرعبا ينذر بسيناريوهات أكثر خطورة مستقبلا. جاء نداء الشيخ علي عيّة على النّحو الآتي: "بسم اللّه الرحمن الرحيم قال تعالى: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إلى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الحجرات: 9]، وقال تعالى: {وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال: 46]، وقال صلى اللّه عليه وسلم: {لا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ} [صحيح البخاري]. من أجل إنقاذ الأمّة من ويل الاقتتال بات من المحتّم علينا أن نتحمّل جميعا مسئولياتنا لمنع ما سيحدث من سفك دماء المصريين، ومن أجل أن نحمي ممتلكاتهم العامّة والخاصّة ورأب الصدع بين الشعب المصري وإيقاف الاقتتال بين أبنائها ونبذ كلّ أشكال العنف والفتنة. هيّا جميعا إخواني الأئمة والدعاة وأنتم جهاز المناعة في جسد الأمّة، وكلّما كان هذا الجهاز قويا كان الوطن العربي والإسلامي في أمان من كلّ الأمراض، إنني أدعو إلى مبادرة تأسيس هيئة منكم لنذهب إلى مصر لإنقاذ شعبها من ويلات الاقتتال، ومن أراد أن ينضمّ إلى هذه المبادرة فليتّصل بهذا).