{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ...} قال الله تعالى: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِين} الحجرات .9 يقول العلامة ابن كثير في تفسيره: يقول تعالى آمِراً بِالإصلاح بين الفئتين الباغيتين بعضهم على بعض {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اِقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا}، فسمّاهم مؤمنين مع الاقتتال، بهذا استَدلّ البخاريّ وغيره على أنّه لا يخْرُج عن الإيمان بالمعصية وإن عَظُمَت. وقوله {فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْر الله}، أي حتّى تَرْجِع إلى أَمْر الله ورسوله وتَسْمَع للحقّ وتُطيعه. وقوله {فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنهمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}، أي اِعْدِلُوا بينهما فيما كان أصاب بعضهم لبعض بالقسط وهو العدل.