قبيل الدخول المدرسي أدوات تشجع على انحراف التلاميذ انتشرت طاولات عرض المقتنيات المدرسية بكل أنواعها عبر الأسواق وطاولات البيع، وتهافت عليها الأولياء قبيل الدخول المدرسي الذي لم تعد تفصلنا عنه إلا أيام قلائل، بحيث توجه أغلب الأولياء إلى الاهتمام بالميزانية الكبرى التي يتطلبها اقتناء الأدوات المدرسية للأبناء بغية تحضيرهم للعودة إلى المدرسة وجلب كافة المستلزمات على غرار المآزر والمحافظ وكذا جل الأدوات الأخرى من أقلام متنوعة وكراريس ومساطر، علما أن أسواقنا باتت تعج بأدوات مدرسية تشجع على انحراف التلاميذ. أحيى الدخول المدرسي التجارة الفوضوية من جديد على مستوى كافة الأسواق عبر العاصمة وضواحيها، بحيث هب شباب إلى بسط سلعهم التي لم تخرج عن المستلزمات المدرسية بكل أنواعها بالنظر إلى تيقنهم من الإقبال عليها من طرف الأولياء في هذه الآونة التي تسبق موعد الدخول المدرسي لاسيما وأنه من الأولياء من يبتغي الفراغ من الأدوات مبكرا قبل حلول الموعد المدرسي من أجل تفادي التدافع والاكتظاظ الذي يزداد حتما مع اقتراب موعد الدراسة. وفي جولة لنا عبر تلك الطاولات التي تعرض الأدوات المدرسية وقفنا على الأسعار التي علت نوعا ما واشتكى الأولياء هم الآخرون من انتهازية بعض التجار لإلهاب الجيوب مثلما عهدوا عليه في كل مرة، وما لاحظناه أيضا عرض بعض الأدوات المنافية للحرم التربوي والتي من شأنها أن تساهم في اعوجاج سلوكات الأطفال على غرار بعض الأدوات المشجعة على العنف وأخرى التي تشغل الطفل عن الدراسة، دون أن ننسى بعض الأدوات التي اتخذت من أشكال مواد التجميل شكلا لها على غرار الممحاة والمبراة وغيرها من الأدوات الأخرى التي لم تخرج عن الغرابة في شكلها وكذا انعدام صلتها بالحرم التربوي والسلوك الإصلاحي الواجب احترامه خصوصا بالنسبة لفئات الأطفال كفئة تتأثر بما يدور من حولها. فشكوى الأولياء انحصرت في ارتفاع الأسعار نوعا ما فيما يخص بعض الأغراض على غرار الكراريس التي ارتفعت إلى سعر 100 و130 دينار من دون أن ننسى ارتفاع أسعار المستلزمات الأخرى من أقلام ومقتنيات مستعملة بكثرة خلال الدراسة وما شد انتباه الأولياء أيضا وضاقوا منه هو توفر أدوات تقترب أكثر إلى اللعب عنه إلى الدراسة من دون أن ننسى الأدوات التي تساهم في زرع بذرة العنف وكذا اعوجاج السلوكات، بحيث انتقلت الآفة من الألعاب إلى الأدوات المدرسية التي تحوّلت إلى شبه ألعاب قد يستعملها الطفل في اللعب داخل القسم بدل الدراسة كونها تقرب إلى ألعاب الأطفال، وكثيرا ما اشتكى منها المعلمون بفعل التجارب الحاصلة في سنوات مضت إلا أن المشكل ذاته يتكرر في كل سنة. ما عبر به أغلب المواطنين منهم إحدى السيدات التي قالت إنه وإضافة إلى اللهيب المعلن من طرف الباعة سواء على مستوى المحلات أو الطاولات التي توحدت فيها الأسعار الملتهبة نجد توفر أدوات لا علاقة لها بالتعليم ونهل العلم والمعرفة فهي قريبة إلى اللعب وتبتعد عن الدراسة حتى منها ما اتخذت شكل أحمر الشفاه والسيارات وحتى المسدسات، بحيث يواجه الأولياء إلحاح أبنائهم عليها على الرغم من انعدام صلتها بالحرم التربوي الذي يتطلب الهدوء والابتعاد عن كل ما يلهي الطفل إلا أننا نجد تلك الأدوات هي رأس المشكل. ورغم مناهضة بعض الأولياء لتلك الأدوات نجد أن أولياء آخرين وقفوا عند رغبات أطفالهم باقتناء تلك الأدوات بعد إلحاح أطفالهم الشديد عليها وهضموا كل سلبياتها على غرار انشغال الطفل باللعب بها ولهوه عن دراسته بسبب استعمال الكثير منها في اللعب داخل القسم في غفلة من المعلمين، وكان المعلمون قد نهوا في كل مرة عن اقتناء مثل تلك الأدوات التي تشغل التلاميذ عن دراستهم فهي أقرب للعب.