توصلت أحدث الدراسات الطبية التي أجريت بأستراليا، إلى أنه كلما قل مستوى نشاط المرأة البدني وكثرت ساعات جلوسها، كلما زاد احتمال إصابتها بالاكتئاب. وأشار باحثو جامعتي فيكتوريا وكويزلاند، خلال دراستهم التي أجريت على آلاف النساء فوق سن ال50، أن أعراض الاكتئاب ظهرت لدى النساء اللواتي يجلسن أكثر من 7 ساعات في اليوم، مقارنة باللواتي يجلسن 4 ساعات، كما أن النساء اللواتي لا يمارسن أي نشاط رياضي، هن أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بنسبة تجاوزت ال90 % مقارنة باللواتي اعتدن ممارسة التمارين الرياضية ولو مرة في الأسبوع، كما أشاروا إلى أن الجلوس لفترات طويلة من دون بذل أي مجهود، يعطي المرأة شعوراً بالعزلة التامة والإحباط والتوتر النفسي. وكشفت دراسة أخرى، في نفس الموضوع أن الأمهات اللاتي يتفرغن لتربية أبنائهن ويأخذن على عاتقهن القيام بأعباء البيت تظهر لديهن أعراض الإصابة بالاكتئاب أكثر من شقيقاتهن من الأمهات العاملات. غير أن الأمهات العاملات اللاتي يعتقدن بقوة أن رضاهن عن أدائهن وأنفسهن رهين بقدرتهن على إيفاء متطلبات الحياة الأسرية كلها والنجاح في عملهن بشكل كامل في الآن ذاته يُصبن هن الأخريات بإحباط. الدراسة التي قُدمت خلال الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لعلم الاجتماع في لاس فيجاس، كشفت كذلك أن الأمهات العاملات اللواتي تُلازمهن عقدة (الأمهات الخارقات) هن أكثر عُرضةً للشعور بالإحباط والذنب مقارنةً مع الأمهات العاملات اللاتي يتوقعن مسبقاً إيجاد صعوبات في الموازنة بين متطلبات الحياة المهنية والأسرية، ويتفهمن ذلك ويتقبلنه بصدر أرحب. وتقول كاترينا ليوب من جامعة واشنطن إن الأمهات اللاتي يتوقعن أن حياتهن ستكون صعبةً ولا تخلو من مشكلات عند اختيارهن أو اضطرارهن إلى العمل يتمتعن بصحة ذهنية ونفسية أفضل. فالخلافات الأسرية الناجمة عن عمل المرأة تجعل المرأة تشعر بالذنب دون الرجل، خاصةً بسبب الأمور التي لا تستطيع إيفاءها أو الأشياء التي تعجز عن القيام بها باستمرار بسبب العمل.