يكتشف الزائر إلى مدينة مليانة الأثرية بولاية عين الدفلى، غياب مرافق فندقية كفيلة باستقبال السياح والزوار لقضاء أوقات ممتعة على صفح جبل زكار رغم الزخم الكبير للمعالم والمتاحات الطبيعية والحدائق الجميلة، الأمر الذي يرهن تطور الحركة السياحية بالمنطقة. ويشير أبناء مدينة مليانة إلى أن هذه الأخيرة كانت تملك فنادق عتيقة تعود إلى حقب زمنية منها الحقبتين التركية والفرنسية في الجزائر غير أنها تعرضت للاندثار والزوال مع بيع أحدها خلال الثمانينات دون تعويض ذلك بفنادق جديدة كفيلة باستقطاب الزوار، وتبقى مساعي بعض الخواص في تجسيد مشاريع فندقية لا تبعث على الارتياح نتيجة توقف سيرورة عملية الإنجاز واستنادا إلى سجلات الزوّار، فقد عرفت خلال سنوات مضت عدد زائري كل من دار خلافة الأمير عبد القادر، مصنع أسلحته، الأسوار التركية العتيقة، الحديقة العمومية التي تعود إلى القرن الثامن عشر وضريح الولي الصالح سيد أحمد بن يوسف، الآلاف من داخل الوطن وخارجه، حيث يضطر زوار هذه المدينة السياحية، إلى الإقامة بعاصمة الولاية عين الدفلى، وهو أمر -حسب الزوار- لا يشجع على النشاطات السياحية رغم الزخم الكبير للمعالم والمتاحات الطبيعية والحدائق الجميلة، الأمر الذي يرهن تطور الحركة السياحية بالمنطقة بهذه المدينة، حيث يضطر الزوار إلى الرجوع مجددا كل صباح لإشباع فضولهم، خصوصا المهتمين بالتاريخ وعلم الآثار، وما يشد الزائر إلى هذه المدينة القديمة التي يعود تاريخها إلى العهد الروماني المباني المشيدة والآثار القائمة والساحات العامة والحدائق الجميلة منها الحديقة التي تقع وسط المدينة التي تضم مختلف أنواع البنايات والأشجار كمايحيط بها الغطاء الأخضر من كل جهة، خاصة (أشجار البلطان) الذي يتوزع على معظم الشوارع، منها شارع (السانبول( وبابه الروماني الواقع بالجهة الشمالية. ويشكل سور مليانة الموجود بالجهة الجنوبية الذي تم إنجازه لحماية المدينة من الغزو الأجنبي نافذة تمكن الجميع من مشاهدة مختلف المناظر الطبيعية المترامية على مسافات بعيدة كالغابات المحيطة والتجمعات السكنية والمدن والبلديات المجاورة، كما تلمح من بعيد بعض الجداول ومجرى واد الشلف على مد البصر علما أن المكان المذكور به ساحة عامة بها محلات لبيع المشروبات والمثلجات و فضاءات واسعة تمكن أصحاب السيارات من التوقف وقضاء أوقات ممتعة، ويراهن أبناء المنطقة على الوعود التي أطلقها الوزراء الذين تعاقبوا عليها، خصوصا وزراء السياحة، إلا أن الأمل لازال معلقا لدفع سيرورة النشاط السياحي وضمان مداخيل للبلدية واستحداث مناصب شغل جديدة مثل باقي المدن العريقة التي تسترزق من النشاط السياحي، على حد تعبير أحد أبناء المنطقة.