عاد سيناريو الإضرابات مجددا ليشل العاصمة، حيث أصبحت محطات النقل الحضري وشبه الحضري خاوية على عروشها بعد أن أعلن مكتب نقابة مؤسسة الإيتوزا، عن دخولها في الإضراب مجددا. إضطرت مديرية النقل لولاية الجزائر، إلى الإستنجاد ببعض حافلات نقل الطلبة، من أجل سدّ الفراغ الذي خلّفه إضراب الإيتوزا، والذي -حسب بعض العمال الذين تحدثنا إليهم- لم يلق استجابة كبيرة كما هو الحال في الإضرابات السابقة. وحسب محمد خروبي ممثل العمال، والذي أكد ل(أخبار اليوم)، بأن هذا الإضراب المعلن من طرف مكتب نقابة المؤسسة، ليس شرعيا، بالنظر إلى عدم اعترافهم بصلاحيات المكتب. ومن جهتهم، فإن أغلب العمال يطالبون فقط باستلام رواتبهم، في ظل حالة التوتر الكبيرة التي لا تزال مستمرة بين الإدارة والعمال، وفي ظل هذا الصراع حول الشرعية والحقوق، فإن المواطنين يظلون الضحية الأولى في سلسة إضرابات لا تنتهي، فمنذ الساعات الأولى لصباح أمس الثلاثاء، غصّت منطقة درفانة بعشرات الطلبة الجامعيين والذين وجدوا أنفسهم في متاهة كبيرة، بعد أن غابت عنهم حافلات نقل الطلبة، فكانت صدمتهم كبيرة وهم واقفين حائرين في الشلل التام الذي حرمهم من التنقل إلى جامعاتهم. ودرفانة لم تكن الوحيدة التي تضررت، فالحالة ذاتها عاشها العديد من المواطنين، دون أن يفقهوا أسباب هذا الإضراب. وللإشارة، فإن مؤسسة الإيتوزا عرفت العديد من الإضرابات منذ بداية السنة، فلقد كان مطلب العمال واضحا فيما يخص المطالبة بحقوقهم المشروعة منها رفع الحد الأدنى من الراتب، وإدماج العاملين بنظام العقود، والعديد من المطالب الأخرى، التي تمّ تلبية بعضها من السلطات فيما ظلت بعض المطالب حبيسة الأدراج، متسببة في حالة غليان تتصاعد بشكل مستمر. ومن جانب آخر، فإن العديد من المواطنين في العاصمة، عبّروا عن سخطهم من هذه الوضعية المتكررة، التي أعاقت حركة تنقلهم بمناطق مختلفة من العاصمة، فالإضراب الذي أعلنه عمال الإيتوزا بداية من يوم أمس الثلاثاء، تسبب في شلّ حركة السير والتنقل عبر محطات النقل الحضري و الشبه الحضري، وحتى الترمواي الذي أصبح الوسيلة الأولى للبعض للوصول إلى باب الزوار وبرج الكيفان أصبح متعذرا مع حالة الإضراب. بل إن المسؤولين عن النقل بالعاصمة لجأوا إلى الإستنجاد والإستعانة بالناقلين الخواص في وسط العاصمة، كالذي وقع في محطة أول ماي حيث استولى الناقلون الخواص على المواقف والخطوط الخاصة بالإيتوزا، وهذا ما أثار سخط زبائن الإيتوزا، نظرا للأوضاع الكارثية التي تعرفها حافلات الناقلين الخواص بالإضافة إلى عدم احترامهم لسلامة وأمن الزبائن من خلال ملء الحافلات بالحمولة الزائدة والمكوث الطويل في المواقف الفرعية.