عادت موجة الإضرابات لتشل العاصمة مجددا، حيث أصبحت محطات النقل الحضري والشبه حضري خاوية على عروشها بعد أن أعلنت نقابة عمال مؤسسة النقل الحضري والشبه حضري (الإيتوزا) عن دخولها في الإضراب مجددا، احتجاجا على سياسة التماطل التي تنتهجها الإدارة في تطبيق قرارات وزير النقل والقاضية بتنفيذ مطالب العمال. بدت العاصمة أمس الأحد مشلولة بشكل كامل، فلم يعرف العمال و الطلبة كيفية الوصول إلى وجهتهم المختلفة في غياب شبه تام لوسائل النقال الحضري الإيتوزا والترامواي وحتى حافلات نقل الطلبة بنسبة كبيرة.. وللإشارة فإن هذه الحالة التي طغت على وجه العاصمة بداية من أمس الأحد هي بداية لإضراب أعلنه عمال الإيتوزا احتجاجا على إدارة مؤسسة النقل الحضري والتي لم تطبق إلى حد الساعة، رغم الاتفاق الذي أبرم بين ممثلين عن العمال ووزارة النقل قضى بتطبيق مطالب العمال وهذا عقب إعلانهم الإضراب المفتوح خلال شهر اكتوبر الماضي، حيث استمر الإضراب ثلاثة أيام متواصلة عرف فيها استجابة كبيرة من العمال بأكثر من 1700 عامل نجحوا في شل خطوط النقل بما فيها الترامواي والمصاعد الهوائية.. وتمثلت أهم المطالب في تنفيذ بنود اتفاقية 1997، مع زيادة الأجر القاعدي والاستفادة من منحة الإطعام..، إلا أنه ورغم مضي مدة لابأس بها منذ هذا القرار الوزاري الذي وضع حدا لإضراب عمال الإيتوزا، حيث لم تتخذ الإدارة المعنية أية تدابير على أرض الواقع لتنفيذ هذه المطالب التي أقرتها وزارة النقل لفائدة العمال.. وعلى هذا أعلن مجددا عمال الإيتوزا حالة الإضراب العام، وهذا خوفا منهم من تكرار تجربة اتفاقية 1997 والتي ظلت حبيسة الأدراج بسبب سياسة الإقصاء التي اعتمدتها الإدارة المعنية اتجاه حقوق العمال والذين تحملوا الكثير خاصة من ناحية تدني الأجور التي كانت لا تتجاوز 12 ألف دينار، بالإضافة إلى عدم استفادتهم من المنح المختلفة الخاصة بهم، بل إن نسبة كبيرة من عمال الايتوزا لا يستفيدون من إلى غاية اليوم من الضمان الاجتماعي، كما أن بينهم من يعمل بالعقود بعد سنوات طويلة من الخدمة في هذه المؤسسة.. فالعمال عبر إضرابهم يطلبون فقط حقوقهم المشروعة والتي أقرتها وزارة النقل خلال اجتماعها معهم الشهر الماضي، وهذا الإضراب هو مجرد تنبيه فقط لوزارة النقل بضرورة التدخل لتطبيق مطالبهم المتفق عليها.. ومن جانب آخر فإن العديد من المواطنين في العاصمة، عبروا عن سخطهم من هذه الوضعية المتكررة، التي أعاقت حركة تنقلهم بمناطق مختلفة من العاصمة، فالإضراب الذي أعلنه عمال الإيتوزا بداية من يوم أمس الأحد، تسبب في شل حركة السير والتنقل عبر محطات النقل الحضري والشبه الحضري، وحتى الترامواي الذي أصبح الوسيلة الأولى للبعض للوصول إلى باب الزوار وبرج الكيفان أصبح متعذرا مع حالة الإضراب.. بل إن المسؤولين عن النقل بالعاصمة لجؤوا إلى الاستنجاد والاستعانة بالناقلين الخواص في وسط العاصمة كالذي وقع في محطة أول ماي، حيث استولى الناقلون الخواص على المواقف والخطوط الخاصة بالإيتوزا، وهذا ما أثار سخط زبائن الإيتوزا، نظرا للأوضاع الكارثية التي تعرفها حافلات الناقلين الخواص بالإضافة إلى عدم احترامهم لسلامة وأمن الزبائن من خلال ملئ الحافلات بالحمولة الزائدة والمكوث الطويل في المواقف الفرعية..