يواصل عمال الإيتوزا إضرابهم الذي أعلنوه منذ أول أمس الأحد، وهذا احتجاجا على سياسة الإقصاء التي لا تزال تنتهجها الإدارة والفيدرالية اتجاههم، مع عدم تطبيق بنود اتفاقهم المبرم الشهر الماضي. في وقت كان ينتظر العمال أن تنفذ مطالبهم المرفوعة إلى السلطات المعنية والتي دخلوا من أجلها في إضراب مفتوح لثلاثة أيام كاملة خلال الشهر الماضي، تفاجؤوا بتواصل سياسة التهميش من طرف الإدارة، بل إن ما يقارب 36 عاملا تعرض للطرد والإقصاء خلال الفترة الماضية بدون أسباب قوية، ولم يتم إرجاعهم إلى مناصب عملهم عقب هذا الاتفاق.. ولهذا قرر العمال العودة للإضراب والاعتصام في مقر نقابة العمال بساحة أول ماي بوسط العاصمة، وبالتالي اللجوء إلى شل حركة النقل بالوسط، حيث تعذر على الكثير من الطلبة والموظفين الوصول إلى مقاصدهم، خاصة أنهم تعودوا على استعمال الترامواي وحافلات الإيتوزا.. حتى المسؤولين عن النقل في الوسط لجؤوا إلى الاستعانة بالناقلين الخواص والذين استغلوا هذا الغياب والفراغ الذي خلفه إضراب الإيتوزا من أجل فرض قانونهم الخاص على المواطنين الذي لم يكن لديهم الخيار، فإما النقالين الخواص وإما السائقين غير الشرعيين (الكلونديستان) والذين هم كذلك يعمدون إلى استغلال الحاجة بفرض تسعيرات خيالية على المواطنين والذين نسبة كبيرة من بينهم موظفين بسطاء وطلبة جامعيين. وهذا ما اطلعنا عليه عن قرب في محطة النقل الحضري والشبه الحضري ببن عكنون، أين وجدنا المحطة خاوية على عروشها، على غير العادة غابت عنها مظاهر التزاحم بين الحافلات، فرغم إن خطوط الايتوزا في هذه المحطة لا تغطي إلا نسبة قليلة من الخطوط، والتي هي باتجاه ساحة أول ماي ساحة الشهداء، البريد المركزي وشوفالي، إلا أنها تشاهد إقبالا ملحوظا في العادة من المواطنين لأنها تغطي أهم النقاط الرئيسية في وسط العاصمة، وهي تنافس بشكل كبير الناقلين الخواص الذي ينشطون في نفس المحطة، لأن أغلب الزبائن يفضلون استعمال الإيتوزا، إلا أن الأمر اختلف أمس وأول أمس فلقد وجدنا المواطنين في محطة بن عكنون تطبعهم حالة من الذهول بالنظر الى عدم ارتياحهم للناقلين الخواص الذين يعمدون إلى المكوث لفترة ليست بالمحددة في المحطة وعبر المواقف الفرعية، مع ملئ الحافلة إلى أقصى حد ممكن، ولهذا فلقد عبر الكثير من المواطنين الذين وجدناهم في هذه المحطة عن استيائهم من الإضراب المفاجئ على أنهم يقفون إلى جانب حقوق العمال المشروعة.. وبالتالي فإن إضراب عمال الإيتوزا الذي لقي استجابة كبيرة وسط محطات النقل بالعاصمة والترامواي والمصاعد الهوائية وبعض حافلات نقل الطلبة، سيكون مفتوحا إلى غاية استجابة السلطات الوصية لمطالب العمال المشروعة، والقاضية بتطبيق اتفاق الشهر الماضي والذي نص على تطبيق اتفاقية 1997 المجمدة بالإضافة إلى استفادة العمال من التأمين والمنح، وأهم مطالب هو إرجاع العمال المقصين إلى مناصب عملهم ..