مع حلول أول يوم من العيد تبدأ العائلات الجزائرية في التهافت على مختلف الحلويات والمكسرات التي أعدّتها لهذه المناسبة بأصناف عديدة وأذواق مغرية لا يتماسك أمامها الفرد، لاسيما المصابون منهم بداء السكري ومرضى القلب، إلا أن احتواءها على كميات عالية من السكر والدهون يجعلها خطرا وقنابل موقوتة تهدد صحة هؤلاء، هذا ما دق بشأنه ناقوس الخطر الدكتور أمين بن يلس أخصائي في أمراض الغدد الصماء والسكري. تُعتبر الأعياد مناسبة لتبادل الزيارات للتهنئة لاسيما عيد الفطر الذي يتخلله تقديم أنواع مختلفة من الحلويات، وتكثر العزائم فيه بالعديد من الأطعمة المشبّعة بالدهون والسكريات، وبالتالي تكون ذات سعرات حرارية عالية وخطيرة على الجميع، وبالأخص المصابين بداء السكري وأمراض الشرايين والقلب؛ لأن هذا النوع من الأطعمة غير متوازن غذائيا، يرتكز على المواد السكرية والدهون. كما أن التغير المفاجئ في النمط الغذائي بعد شهر كامل من الصيام، يُعد خطيرا على الصحة وخاصة على مرضى السكري. ومن أهم الأمراض والمخاطر التي تصيب الأفراد في أول أيام الإفطار، إخلال الجهاز الهضمي أو إرباكه، في هذا الشأن يقول الدكتور بن يلس إن اعتماد الصيام لشهر كامل ثم الإقبال على الأطعمة المشبّعة بالدهون والسكريات دفعة واحدة، سوف يربك المعدة والجهاز الهضمي ويسبّب آلاما شديدة على مستوى المعدة والأمعاء، ترافقها حالة من الغثيان والقيء والانتفاخ والإسهال الحاد؛ لأن النظام الغذائي في شهر رمضان ينخفض فيه المعدل اليومي للوجبات الغذائية وتعتاد المعدة على الصيام وعدم استقبال أي طعام أو شراب طوال النهار، وهذا التغيير المفاجئ في توقيت الوجبات ونوعياتها سوف تعتبره المعدة جسما غريبا. وينصح الأخصائي بالانتباه إلى المأكولات الصحية والخفيفة وخاصة سهلة الهضم في أول يوم من الإفطار وعدم الإقبال على الوجبات والأطعمة المشبّعة دفعة واحدة، لاسيما بالنسبة للمصابين بداء السكري. وشدّد على مراقبة هؤلاء ومنعهم من الإفراط في تناول الحلويات والسكريات، بحيث يجب التدرج في إعادة تنظيم الوجبات للتعوّد تدريجيا على استقبال الطعام من جديد، وضبط مستوى السكر في الدم؛ لأن ارتفاعه يسبب فقدان الوعي البطيئ للمصاب، مما يستدعي في هذه الحالة حقنه بالأنسولين. من جهة أخرى، يقول الدكتور إن الإفراط في تناول الأطعمة المشبعة بالدهون كاللحوم التي تتعمد الأسر تناولها أول أيام العيد احتفالا بهذه المناسبة إلى جانب النشويات، يهدد سلامة المصابين بداء القلب والشرايين، فيجب التقليل منها؛ لأن اللحوم الحمراء تحتوي على نسبة كبيرة من البروتين ونسبة عالية من الدهون المشبعة التي تؤدي إلى زيادة نسبة الكوليسترول؛ لأنه يسد الشرايين، لذلك يُنصح بالاستمرار في اتباع الحمية التي سرنا عليها خلال شهر رمضان، والعودة تدريجيا إلى النمط الغذائي العادي. وعلى هذا ينصح الدكتور أمين بن يلس المصابين بداء السكري، بعدم الإفراط في تناول السكريات والنشويات حتى لا تؤدي إلى ارتفاع في مستوى سكر الدم، وتوزيع الوجبات من 5 إلى 6 وجبات خفيفة واتباع العلاج الموصى به من طرف الطبيب المعالج، وتناول الأقراص أو الأنسولين وممارسة الرياضة يوميا. أما بالنسبة لمرضى القلب فيوصي الأخصائي بتجنب تناول وجبات كبيرة يمكن أن ترهق القلب، وتقسيم الوجبات اليومية إلى ست وجبات خفيفة مع تخفيض نسبة الملح والدهون في الأطعمة. وللإشارة، يقول الدكتور، من الأمراض الشائعة كذلك خلال الأعياد التسممات الغذائية الناتجة عن الإكثار من الطعام التي لا تكون بالضرورة فاسدة، إلا أن الخروج عن نظام شهر رمضان يسبب حروقات في المعدة والأمعاء، فغالبا ما يرتفع عدد الحالات المسجلة في أقسام الطوارئ بالمستشفيات في أول أيام العيد، هذا إلى جانب حساسيات عديدة لمكونات مختلفة تُستعمل في الحلويات، خاصة المكسرات على غرار اللوز والبندق والفول السوداني، وعليه يقول الدكتور: «على كل فرد معرفة المواد التي له فيها حساسيات، بإجراء فحوصات للوقاية منها، وضرورة معرفة حساسيات الأطفال الذين يُعتبرون أكثر عرضة للإصابة بها».