وصفت الولايات المتّحدة الأمريكية المفاوضات التي أجرتها القوى الغربية مع إيران على مدى يومين بشأن الملف النووي الإيراني بأنها أكثر المحادثات جدّية وصراحة على الإطلاق، وأكدت الخارجية الإيرانية التوجه نحو حل الخلافات، غير أن إسرائيل طالبت بالحكم على طهران من خلال أفعالها. وأعلنت طهران خلال المحادثات التي جرت الثلاثاء والأربعاء في جنيف مع مجموعة 5+1 (الولاياتالمتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا) موافقتها على مبدأ عمليات التفتيش المباغتة لمواقعها النووية، وتحدث دبلوماسيون غربيون عن تلميح طهران إلى استعدادها للحد تدريجيا من أنشطتها النووية الحساسة بما يتيح تخفيف العقوبات عنها. ونقلت (رويترز) عن مسؤول أمريكي -طلب عدم الكشف عن هويته- قوله إنه لم ير خلال عامين من مشاركته في المفاوضات مع إيران هذا المستوى من المحادثات (المكثفة والمفصلة والمباشرة والصريحة مع الوفد الإيراني). وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن الاقتراح الإيراني أظهر (مستوى من الجدية والمضمون لم نشهده من قبل)، لكنه أضاف (يجب ألا يتوقع أحد انفراجة بين عشية وضحاها). من جانبه، أقرّ عباس عراقجي مساعد وزير الخارجية الإيراني وعضو الوفد المفاوض بوجود خلافات كثيرة بين الجانبين، لكنه أكد أن هناك اتجاها نحو حلها. في المقابل، قال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية للصحفيين بعد اختتام المفاوضات مع إيران، إنه لم تحدث انفراجة وإن كثيرا من نقاط الخلاف ما زالت قائمة، وأكد دبلوماسيون غربيون آخرون شاركوا في المحادثات أنه لم يحدث تضييق لهوة الخلافات بين طهران والقوى الست. وحذرت روسيا من المبالغة في التفاؤل، وقال سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية والمفاوض الروسي لوكالة (إنترفاكس) إن النتيجة أفضل مما كان في ألماآتا -حيث أجريت محادثات في أفريل الماضي- لكنها لا تضمن مزيدا من التقدم. وضمن هذه النبرة جاءت تصريحات الجانب الإسرائيلي، فقد اعتبر مسؤول إسرائيلي كبير أنه يجب الحكم على الأفعال الإيرانية وليس أقوالها. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المسؤول قوله إن على الولاياتالمتحدةالأمريكية أن تبقي على العقوبات على إيران (طالما لم يتم اتخاذ إجراءات ملموسة على الأرض تثبت أن إيران تفكك برنامجها النووي العسكري). أما وزير الطاقة الإسرائيلي سيلفان شالوم فاتهم الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدةالأمريكية بالاهتمام بتخفيف الحظر المفروض على الصادرات الإيرانية من النفط لدعم اقتصاداتها، أكثر من حرصهم على التعامل مع الملف النووي الإيراني الذي يشكل تهديدا لوجود إسرائيل، حسب تعبيره. وتنفي إيران صحة ما تردده القوى الغربية من أنها تسعى لإنتاج سلاح نووي، وأمام عدم استجابتها لمطالب مجلس الأمن الدولي بوقف تخصيب اليورانيوم وغيره من الأنشطة النووية الحساسة فرضت عقوبات تلو الأخرى على طهران تسببت في انخفاض صادرات النفط الإيرانية وارتفاع التضخم وهبوط قيمة الريال الإيراني. وستعقد جولة جديدة من المحادثات بين إيران والقوى الست في جنيف في السابع والثامن من نوفمبر القادم.