حالة غريبة يعيشها المسافرون عبر وسائل النقل بحيث ختمت كل السيناريوهات بتواجد ثمالى على مستوى الحافلات التي باتت تنتشر بها الروائح الكريهة للخمر، ويجبر المسافرون على استنشاقها مما يجلب لهم الدوار والشعور بالغثيان، والأخطر من ذلك أن بعض السكارى يذهبون إلى استفزاز المسافرين وإزعاجهم وخلق المشاكل بحكم أنهم غائبو الوعي. نسيمة. خ وصار المسافرون مجبرين على تجرع تلك المآسي دون أدنى رقابة من أصحاب الحافلات سواء العمومية أو الخاصة لاسيما وأن الحالة التي يكون عليها المسافر الثمل لا تسمح له باستعمال الحافلة العمومية ويكون من السهل منعه من طرف الناقلين، إلا أن الفوضى التي يتخبط فيها مجال النقل جعل كل شيء مباح في قطاع مهم يستعمله المواطنون بصفة يومية. ولعل أن تلك الأمور هي من النتائج السلبية التي تفرزها الحانات التي تستقبل الوافدين إليها في ساعات النهار وبذلك يكون لها ضلع في المآسي والمشاكل التي تصدر عن السكارى بما فيهم مستعملو الحافلات الذين تسببوا في العديد من الكوارث بمختلف أنواعها ويتسببون في إزعاج المسافرين مما حول حافلاتنا إلى مرتع للمدمنين والسكارى ما من شأنه أن يسبب خطورة وإزعاجا للمسافرين. في هذا الصدد اقتربنا من بعض المحطات لرصد آراء المسافرين حول الظاهرة المشينة التي عمت الحافلات فأجمعوا على انتشار الظواهر السلبية على مستوى الحافلات منها احتكاكهم مع السكارى والمنحرفين وحتى متعاطو المخدرات وما دهشوا إليه أكثر هو عدم منعهم من طرف أصحاب الحافلات والسماح لهم بالركوب والاحتكاك المباشر مع المسافرين. إحدى السيدات التقيناها بمحطة بن عمر فقالت إنها عايشت الموقف المؤسف مؤخرا على متن الحافلة التي تقلها إلى بئر خادم بحيث صعد معهم ثلاثة شبان لا يتعدون سن الثامنة عشر وكانت روائح الخمر والعياذ بالله تعم أرجاء الحافلة وتجرؤوا حتى على أخذ جرعات من الخمر على مرأى الجميع، بحيث من المسافرين من دهش للأمر ومنهم من تحاشى النظر إليهم خوفا من تطور الأحداث إلى ما لا يحمد عقباه، خصوصا وأنهم انطلقوا في استفزازهم وفي التفوه بالكلام البذيء الذي كان يتخلل طريقة كلامهم المتثاقلة، وعبرت بالقول أنها فعلا استغربت للأمر ودهشت من عيش ذلك المشهد في بلد إسلامي تعرف فيه الأخلاق تدهورا ملحوظا وللأسف، ورأت أن اللوم الكبير لا يقع على هؤلاء الشبان بل يقع على أصحاب الحافلة وكذا على الحانات التي استقبلتهم جهارا نهارا وزودتهم بتلك السموم مما أدى إلى انتشار السكارى حتى في ساعات النهار وتحولت بذلك الظاهرة من الفترات الليلية إلى الفترات الصباحية والمسائية. أما سيد آخر فقال إنه في مرة تعارك مع أحدهم وهو من استفزه وراح يطلق عبارات خادشة للحياء وبعد أن واجهه الكل بالسكوت لم يقبل هو تلك التصرفات التي فيها ظلم للمسافرين ومساس بكرامتهم وتطورت الأحداث من الملاسنات إلى التعارك وختم الأمر بإنزال المسافر الثمل من طرف أصحاب الحافلة وكان من الأجدر منعه قبل حدوث تلك السيناريوهات. فيما يعلل أصحاب الحافلات بعدم شعورهم بالحالة التي يكون عليها بعض المسافرين الذين يتخفون ويصعدون إلى الحافلات في غفلة منهم، إلا أنهم يسارعون إلى إنزالهم من الحافلات بمجرد الوقوف على حالاتهم السيئة التي فيها إزعاج للمسافرين.