المار بأزقة وشوارع العاصمة يلاحظ الحركة الغريبة التي تشهدها بعض الحانات والتي أبقت على أبوابها مفتوحة واستمرت في نشاطها بطريقة غير مباشرة لترويج الخمور على المدمنين عليها حتى في أيام الشهر الفضيل، مما يمس بحرمة وقدسية هذا الشهر ويزعزع مشاعرنا كمسلمين، والغريب في الأمر أننا نلاحظ أناس يطأونها دون أدنى شعور بالحشمة وكأن الأمر هو جدّ عادٍ، بل هو سلوك يبتعد عن العادة ويجلب الدهشة حتى في وقت الإفطار فما بالنا في أيام الشهر الفضيل بالنظر إلى كونه سلوكا يتنافى وتعاليم ديننا الحنيف الذي حرّم شرب الخمر وجعله من الكبائر. وقد صمم أصحاب تلك النشاطات على مواصلة نشاطهم في أيام رمضان وعوّلوا على دغدغة مشاعر زبائنهم وتوفير أنواع من الخمور لهم وعدم قطعها عنهم في هذه الفترة، واختاروا انتهاك حرمة الشهر بدل تضييع زبائنهم وبالتالي تحقيق مداخيل معتبرة ناجمة عن بيع تلك المحرمات. وعلى الرغم من أنها محلات يتنافى نشاطها وديانتنا وأعرافنا الاجتماعية إلا أننا نجدها تستمر وتتواصل وعلى الرغم كذلك من مناهضة الكل لتلك النشاطات التي لا يأتي منها الخير بل تفرز سكارى قد يتسببون في عراكات حامية وفي حوادث مرور مميتة بعد خروجهم ثملين بروائح كريهة تنبعث إلى الكل وتسد أنوفهم، وتقشعر إليها أبدانهم بسبب عدم تقبل تلك الأمور المحرمة، ويزداد الأمر سوءا بعد إبقاء البعض على تلك النشاطات حتى في رمضان وتعاطف أصحاب تلك الحانات مع (وكّالين رمضان) الذين أدمنوا على تلك السموم والمحرمات وأشاعوا الظواهر المشينة بمجتمعنا البريء، ما جعل أغلبية الناس يتقززون بعد اصطدامهم بتلك المواقف المقرفة والتي انتشرت حتى في أيام رمضان منتهكة المبادئ السامية للشهر الفضيل. وهي السلوكات والمواقف المتكررة عبر الشوارع، إذ لاحظ الكل الحركة غير العادية على مستوى العديد من الحانات المنتشرة هنا وهناك، وعلى الرغم من تخفي أصحابها عن الشبهات وممارسة نشاطهم حسبهم بعيدا عن الأعين إلا أن الكل يكتشف ممارساتهم السلبية التي طالت حتى أيام رمضان. ووقفنا على العديد من الصور الحية بأكبر شوارع العاصمة على غرار ساحة أودان ناحية البريد المركزي وغيرها... لحانات استمرت في ممارسة نشاطها في الخفاء، بحيث يطأها الزبائن جهارا نهارا من أجل استلام الخمور، إذ تشاهد حركة غير عادية بداخلها يقف عليها المتنقلون عبر الأرصفة والعابرون من تلك النواحي مما يمس حرمة الشهر، وكذا مشاعرنا كمسلمين، خصوصا وأن تلك النشاطات تحكمها قيود وجب احترامها لكن الواقع يكشف الفوضى العارمة التي تميز مثل تلك النشاطات التي كان من المفروض إلغاؤها أصلا كونها تتعارض مع أعرافنا وديننا الإسلامي الحنيف. ويتحجج أنصار ذلك النشاط المرافعين دوما لأجله، بالسواح والعمال الأجانب القاطنين بأرض الوطن مما يستلزم مواصلة ذلك النشاط بحكم أن ديانتهم لا تحرم الخمور، لكن يبقى من بين روادها بعض المدمنين على شرب الخمور المنتمين إلى أفراد مجتمعنا الذين اختاروا إتيان الكبائر والعياذ بالله، والغريب في الأمر تواصل تلك الأمور حتى في شهر رمضان الذي تتنافى تلك التصرفات مع أحكامه السامية حتى أنها مواقف تزعزع مشاعر الغيورين على دينهم وتضع سمعة منتهجي تلك الأفعال في الحضيض.