اصطدم المواطنون بتواصل أزمة الخبز والحليب إلى ما بعد العيد على الرغم من التوصيات التي اتخذتها وزارة التجارة بإرغام المحلات على استقبال الزبائن، وقابلت ذلك بفرض غرامات مالية وعقوبات بالغلق، إلا أن السيناريو المعهود تكرر في العيد واستمر إلى ما بعد العيد، بحيث عاشت نواحي أزمة حادة من حيث توفر المادتين معا وعرفت الطاولات حضورا مكثفا للخبز التقليدي أو كما يعرف بالمطلوع وكانت الفرصة السانحة لربات البيوت من أجل تضخيم عائداتهن، بحيث عاد إليه أغلب الزبائن ببعض المقاطعات التي عرفت ندرة حادة في مادة الخبز إلى جانب الحليب الذي لم يسلم من الآفة هو الآخر. نسيمة خباجة خلت رفوف بعض المحلات التي كانت توفر للمواطنين الخبز من تلك المادة الأساسية ما زاد من مآسيهم، وإضافة إلى عدم شمول أحيائهم أو مقاطعاتهم على مخابز زادتهم الندرة التي مست المادة الأولى عبئا آخرا، وخلت محلات المواد الغذائية التي عوضت غياب المخابز على مستوى تلك الأحياء من المادة بعد أن كانت تستقبل موزعين من المخابز في الصباح الباكر، إذ تفاجأ أصحاب تلك المحلات من عدم عبور شاحنات توزيع الخبز والحليب على الرغم من فتح محلاتهم. هو ما عبر به صاحب محل من القبة التي تعرف بعض أحيائها غياب المخابز ويعتمد جل السكان على التزود بالخبز من محلات المواد الغذائية أو يفرض عليهم ذلك التنقل كيلومترات عدة لأجل جلب الحليب والخبز، وأعلمنا صاحب المحل أنه دهش بعد العيد من غياب شاحنات الخبز والحليب ما أزعج الزبائن الذين يفدون إليه كل صباح لاقتناء المادتين معا إذ تواصلت الأزمة إلى ما بعد العيد كما أشار إلى خلو تلك الناحية من المخابز وعادة ما ينتقل السكان إلى حي العافية لأجل جلب الخبز والحليب فيما تشارك بعض المحلات ضئيلة العدد في تخفيف العبء عن السكان بتوفير كميات من الخبز والحليب تلك الخدمة التي غابت وللأسف خلال وبعد العيد. "المطلوع" يصنع الحدث عبر الأسواق لقي الخبز التقليدي أو خبز المطلوع رواجا بين المواطنين وكانت الفرصة لبعض المحترفات في صنعه على مضاعفة المداخيل بعرضه عبر الطاولات في الأسواق والأزقة التي تشهد حركية خلال العيد وحتى بعده، مع تيقن الكل بندرة الخبز العادي وتواصل السيناريو إلى ما بعد العيد، وبرعت النسوة في تحضيره بكثرة لتحقيق مداخيل معتبرة على حساب الندرة التي شهدها المواطنون في المادة الأولى، والتي تفاوتت من حيث الحدّة عبر نواحٍ من العاصمة، واعتادت بعض حرفيات المطلوع على صنعه بكميات معتبرة خلال العيد بسبب النقص الفادح في المادة الأولى المسجل عبر المخابز، لتتواصل وتيرة عملهن إلى ما بعد العيد بغية تلبية طلبات الزبائن وهو ما وقفنا عليه عبر بعض الأسواق الشعبية خلال اليوم الثالث من العيد، إذ امتلأت الطاولات بمادة المطلوع وعاد إليها المواطنون بعد غياب الخبز عن المحلات والمخابز على الرغم من ارتفاع سعر القرص إلى 35 دينارا جزائريا مقارنة مع الخبز العادي الذي لا يتجاوز سعره 10 دنانير، إلا أن الندرة الحادة فعلت فعلتها ودفعت بعض المواطنين إلى الاستنجاد بالخبز التقليدي الذي خفف من المشكل، وحلت بذلك ربات البيوت محل المخابز التي صامت بعضها عن تقديم الخدمة، واجتهدن في تحضير الخبز التقليدي الذي عرف إقبالا منقطع النظير من طرف المواطنين وازدهرت مداخيل ربات البيوت خلال فترة العيد.