سوء الأحوال الجوية وتساقط الثلوج الذي شهدته العاصمة في الأيام الأخيرة أدى إلى خلق أزمات متنوعة عرفتها الأسر الجزائرية على مستوى أغلب المناطق والولايات التي شهدت تقلبات جوية معتبرة أدت إلى انقطاع الكهرباء مما أدخل جل البيوت في موجة من الظلام واستنجدت ربات البيوت بشموع المولد الذي كان لها الفضل في التخفيف من وطأة الظلام، كما أدى سوء الأحوال الجوية إلى ندرة في المواد الأساسية ذات الاستهلاك الواسع على غرار الخبز والحليب اللذان غابا عن رفوف المحلات والمخابز، واستنجدت ربات البيوت بالفرينة والدقيق المخزنين بالبيوت وهو ما دأبت عليه النسوة الجزائريات في تخزين تلك المواد من أجل استعمالها في الظروف الحالكة، كما عرفت المحلات إقبالا واسعا من الزبائن لطلب المادتين معا وكان اقتناؤها بالأكياس بدل الكيلوغرامات· وتعرضت إلى تلك الندرة الحادة خاصة المناطق التي عرفت انقطاعات كهربائية على غرار بئر توتة والسحاولة وبابا حسن بالعاصمة وشهدت محلاتها غلقا واسعا وأوصدت ستائرها في وجه الزبائن الذين زادتهم الندرة التي مست بعض المواد انزعاجا وتذمرا إضافة إلى الانقطاعات الكهربائية المتتالية وكذا الانقطاعات التي مست حتى المياه كون أن عملية تزويد السكان بتلك المادة الضرورية عادة ما تعتمد على الكهرباء لضخ المياه وتوصيلها إلى المنازل· وعاش المواطنون خلال الأيام الأخيرة المتزامنة مع سوء الأحوال الجوية وتساقط الثلوج حالة من الذعر والخوف الذي انقلب على مزاجهم كونهم لم يعدوا العدة لذلك ومنهم من لم يظفر حتى برغائف الخبز مما أجبره على تناول الأطباق التقليدية المحضرة بمناسبة المولد من دون تلك المادة التي تعد أكثر من ضرورية بالنسبة لكامل الأسر ، باعتبار أن المواطن الجزائري هو مواطن مستهلك للخبز وللأسف مبذر في نفس الوقت· اغتنمنا فرصة الثلوج وسوء الأحوال الجوية واقتربنا من بعض المناطق الذي مسها العجز الجزئي إن لم نقل الكلي في تقديم الخدمات إلى المواطنين من حيث المواد واسعة الاستهلاك على رأسها الخبز والحليب، بمنطقة بئر توتة التي تبعد عن عاصمة البلاد بكيلومترات معدودة صادفنا ذلك الخلو التام الذي شهدته المنطقة والغلق شبه الكلي للمحلات خاصة وأن التيار الكهربائي كان غائبا عن الناحية وشهد خللا متتابعا في التزويد بسبب الأعطاب الذي مسته بسبب الثلوج مما أجبر أغلب أصحاب المحلات على اتخاذ ذلك الحل لتجنب الخسارة والذي تكبد نتائجه الزبائن بحيث فجعوا بالغلق الذي مس أغلب المحلات التي كانت تزودهم بمواد أساسية على غرار المخابز ولم تسلم من الندرة حتى مادة الحليب التي شهدت تذبذبا ملاحظا في التوزيع عبر العاصمة وضواحيها واستبدله البعض بمسحوق الحليب باهظ الثمن والذي لا يقوى الكل على جلبه· اقتربنا من بعض المواطنين بذات الناحية فعبروا عن الحالة الكارثية التي آلوا إليها لمجرد تساقط الثلوج التي لم تمكث مطولا منهم السيد (حميد قاضي)الذي قال إن فرحة الثلوج نغصت بتلك الآفات التي لحقت المواطنين من حيث اختفاء المواد الأساسية مما أدى بالبعض إلى قطع مسافات معتبرة والالتحاق بالبلديات التي لم تمسها الانقطاعات الكهربائية من أجل التزود بالخبز وكذا الحليب· فراحت بعض ربات البيوت إلى الاستنجاد بالخبز التقليدي ما فسره الإقبال الكبير على المحلات المختصة في بيع الفرينة والسميد التي لم يلحق تجارها على تلبية متطلبات المواطنين من حيث تلك المواد بحيث لاحظنا جموع المواطنين وهم محملون بالأكياس خوفا من استمرار الأزمة لأيام مع استمرار سوء الأحوال الجوية· إلا أن عودة التيار كانت بصفة تدريجية إلى تلك المناطق فيما أكدت مصادر مطلعة أن سبب توالي الانقطاعات كان بسبب الطرق المقطوعة بحيث وجد أعوان سونلغاز صعوبة في الالتحاق بالأماكن التي مستها الأعطاب الكهربائية·