لازال سيناريو مخاطر العمارات المهترئة بالعاصمة يتربص بالسكان المقيمين بها، رغم أن التقنيين والمهندسين صنفوها ضمن العمارات المهددة بالسقوط في أي لحظة سيما أثناء التقلبات الجوية حيث يعتبر هاجس حقيقي يدق ناقوس الخطر سيما ونحن على أبواب فصل الشتاء. سبق وأن تكبدت العائلات المقيمة هناك خسائر مادية معتبرة خصوصا بالعمارات الواقعة بحي بلقاسم لوني بأعالي بلدية القصبة وغيرها من الأحياء التي ألحقت بها أضرار، حيث تم انهيار أشلاء من جدرانها وأسقفها التي وصلت إلى حالة متقدمة من الاهتراء وما ساهم في تعرض العمارات إلى تناثر أجزاء معتبرة منها هي الهزة الأرضية التي وقعت بالعاصمة وضواحيها والتي وصلت درجتها إلى 3.4 على سلم ريشتر وهو الأمر خلال هذه الفترة التي علق فيها السكان كل آمالهم بالالتفاتة من طرف السلطات المحلية والولائية بشأن تدخلها من اجل تحسين الوضعية سواء بترميم شامل أو ترحيلهم إلى سكنات تحميهم من الموت تحت الأنقاض غير أن لا شيء تحقق، وهي الوضعية على سبيل المثال وليس الحصر تعرفها عمارة رقم 8 المتواجدة بحي لوني بالقصبة والتي يحوم خطر انهيارها في أي لحظة لاسيما بحلول فصل الشتاء. وفي هذا السياق أعربت 10 عائلات مقيمة بالعمارة الشبح كما أطلق عليها هؤلاء التسمية، والذين عبروا عن استيائهم وسخطهم من السلطات المحلية التي لا تشعر بمدة معاناتهم وهاجس الخوف الذي يلازمهم منذ سنوات طويلة، داخل بناية قديمة ببلدية القصبة بأعالي تعيش في ظروف اقل ما يقال عنها أنها كارثية للغاية نظرا للحالة المتردية التي آلت إليها هذه الأخيرة نتيجة اهترائها و تآكل جميع أجزائها بما فيها الأساسات والأسقف والجدران التي أصبحت عبارة عن ثقوب تتناثر منها الأتربة كلما تعرضت هذه الأخيرة إلى رياح أو سقوط الأمطار، كالتي تعرفها في الوقت الراهن العاصمة وما جاورها و التي حولت حياتهم إلى جحيم حقيقي خوف من أن يردموا تحت العمارة و تزداد مخاوفهم أكثر عندما يسمعوا بسقوط عمارة المصنفة من طرف المختصين ضمن البنايات المهددة بالانهيار لأن وضعية بنايتهم لا تختلف كثيرا عن وضعية تلك البنايات الهشة المتواجدة عبر التراب الوطني. وقد عبرت عائلة بوطيبة التي تحدثت معها "اخبار اليوم" عن ذعرها الشديد جراء الأخطار التي تحوم ببنايتهم القديمة والتي باتت ما لا تتحمل الصمود أمام الظواهر الطبيعية سيما وفصل الشتاء على الأبواب وهم مجبرين على الإقامة تحت أسقفها في ظل أزمة السكن التي تعرفها العاصمة وكذا غياب البديل عن تلك السكنات التي آوتهم لسنين عديدة. وما زاد الطين بلة هو تفرغ الدولة بالقضاء على البيوت الهشة والفوضوية على مستوى العاصمة، ومن المفروض حسبهم إعطاء الأولوية كذلك لأصحاب العمارات الآيلة للسقوط وترحيلهم ضمن السكنات الاجتماعية قبل وقوع كارثة إنسانية جماعية والردم تحت الأنقاض. تخوفهم من الموت تحت الردم هو المشكل الذي دقت بشأنه تلك العائلات ناقوس الخطر، مطالبة التدخل السريع للجهات العليا في البلاد لإنقاذهم من الخطر المحيط بهم والذي يلازمهم أزيد من 30 سنة.