أدى مواطنون صلاة الإستسقاء أمس السبت بالعديد من مساجد الجزائر العاصمة، وولايات طلبا للغيث بكل خشوع وإيمان وتضرع إلى الله تعالى، واستغل بعض الأئمة المناسبة لتحذير الجزائريين من عواقب مظاهر الفساد المستشري في كثير من مجالات الحياة، مشددين على أن فساد العباد من بين أبرز أسباب الجفاف. وخصص أئمة كثير من المساجد جانب من درس الجمعة ل"توعية" المصلين و"تحسيسهم" بفضل هذه الشعيرة الدينية وحثهم على إقامتها عملا بقول الله تعالى أنه شرع لعباده التضرع والتوسل إليه عند وقوعهم في الضيق والشدة بقوله: {أدعوني استجب لكم}. وقد فضل الكثير من أئمة مساجد الجزائر العاصمة أداء صلاة الاستسقاء في مسجد واحد لعمارته بدل أدائها مشتتين هنا وهناك وهذا الذي لم تستسيغه جموع المصلين الذين حضروا إلى بعض مساجد الحي لإحياء هذه السنة النبوية ووجدوها اما مغلقة أو لا يوجد من يؤم بهم صلاة الاستسقاء كمسجد الفلاح بالعافية ومسجد الجهاد الأكبر بحي الينابيع ببئر مراد رايس. وفي موضوع متصل ذكر رئيس الديوان بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف بالنيابة بوزيد بومدين في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية أن كثير من المساجد أدت صلاة الاستسقاء في مسجد تم اختياره بنفس المنطقة كما هو مبرمج غير أن بعض الولايات الأخرى التي لم ينزل بها الغيث اختارت وقت الصلاة التي تناسبها. وبالموازاة مع الحث على ضرورة أداء صلاة الاستسقاء، طلبا للغيث، فتح بعض الأئمة النار على المنظومة الأخلاقية للمجتمع، مشيرين إلى أن الفساد الذي ظهر هنا وهناك سبب أساسي، وقد يكون السبب الأهم، لحالة الجفاف التي تشهدها البلاد في الفترة الأخيرة. وأشار بعض الخطباء إلى قول الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ}... فهو سبحانه وتعالى ينبِّه عباده إلى الرجوع إليه، والتوبة، بمثل هذه السنن ، كالجفاف.. وأضافوا أن خراب الناس وهلاك الأمم إنما يكون بسبب انتشار المعاصي والسيئات والمنكرات، وما إلى ذلك... {فما من مصيبة في الأرض ولا بلاءً من السماء ينزل إلى الأرض إلا بسبب معصية، إلا بسبب فاحشة، إلا بسبب شيوع المنكرات والسيئات والمعاصي}. للإشارة، فقد دعت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الأئمة وكافة المواطنين لإقامة صلاة الاستسقاء أمس السبت، عبر كافة الولايات التي لم ينزل بها الغيث. وقد تم استثناء، من إقامة هذه الصلاة، الولايات التي ارتوت بحمد الله من الغيث وليست في حاجة الى الاستسقاء. وإذا كان أداء صلاة الاستسقاء علامة على رغبة في الرجوع إلى الله، وطلب عونه، في مواجهة الجفاف، فإن كثيرين يقولون أن صلاة الاستقساء لا تكفي في ظل كثرة المعاصي والفواحش والفساد الذي ظهر في البر والبحر، مشددين على أن الأولى دعوة إلى (سقي القلوب") بنور الهداية، والعودة إلى الله في كل الأمور وليس عند جفاف السماء فقط..