لازال هاجس الانهيارات يهدد حياة سكان حي الصخرة ببلدية عين البنيان بالعاصمة بسبب انزلاق الصخور الذي ينذر بكارثة في حالة تدهور الأوضاع الجوية أو الرياح كالتي شهدتها العاصمة أمس، حيث يتخوف القاطنون من انهيار منازلهم فوق رؤوسهم. أبدى السكان تخوفهم الكبير من هذا الجانب سيما وفصل الشتاء على الأبواب، -وحسب أحد السكان- فإنه في الموسم الماضي تعرض الحي لانهيارات صخرية أحدثت هلعا كبيرا في أوساط السكان الذين شعروا بالموت المحدق بهم لحظة وقوع الصخور والأحجار والتي ألحقت خسائر مادية معتبرة كون المنطقة محاطة بالحجارة من كل جهة، وأردف قائلا (إنه بالرغم من علم السلطات ودرايتها بالوضعية الحرجة التي يعيشها هؤلاء السكان، إلا أنهم يتجاهلون المخاوف والمخاطر التي تتربص بهم). وأضاف محدثنا أن بيوتهم الفوضوية الهشة تقع بمحاذاة منحدر صخري مما يتسبب في انهيار أجزاء منه، جراء تأثير العوامل الطبيعية كالفيضانات والهزات الأرضية وباتت هذه الصخور تتآكل يوما بعد يوم بسبب العوامل المذكورة التي أثرت بدورها على حالاتنا النفسية جراء الرعب والهلع وانتظار وترقب ما سيحدث كلما حل فصل الشتاء وبدأت الأمطار في التساقط. ومن جهة أخرى، أعرب هؤلاء السكان عن تذمرهم واستيائهم من أزمة السكن الخانقة التي أصبحت تلازمهم منذ أزيد من 30 سنة دون أن تضع لها السلطات حد، حيث أن السكنات التي يقيمون به -حسبهم- لا تصلح لأن تكون مسكن للبشر، حيث تفتقر لأدنى ضروريات العيش الكريم، وتغيب فيها أبسط الشروط اللائقة للمواطنين، على غرار انعدام المرافق الضرورية على كل المستويات كالغاز الطبيعي والإنارة العمومية وكذا الغياب التام لشبكة الصرف الصحي واهتراء الطرقات، التي أصبحت تعرقل ولوج السيارات بدخول الحي بسبب الحفر المتفاوتة والتي تتحول إلى برك في الشتاء وغيرها من النقائص التي حولت حياتهم إلى جحيم بكل ما تحمله الكلمة من معان على حد تعبيرهم. ولم تتوقف معاناة تلك العائلات مع تدني الوضع المعيشي فقط بل أصيبت معظمها بأمراض مختلفة كالحساسية المفرطة وصعوبة التنفس نظرا لطبيعة المكان والرطوبة العالية كما تعرض العديد من الرضع والأطفال لأمراض معدية بسبب الجراثيم والتي استلزمت دخولهم للمستشفى الأمر الذي يهدد الصحة العمومية ككل وليس الأطفال فقط. وأمام هذا الوضع الكارثي الذي يتخبط فيه سكان حي الصخرة، يطالبون ويرفعون صرختهم عبر صفحاتنا السلطات المحلية بالتدخل العاجل وانتشالهم من الخطر المحدق بهم الأمراض من جهة وانزلاق الصخور من جهة وهذا بترحيلهم إلى سكنات لائقة تحفظ كرامتهم قبل أن تحدث كارثة إنسانية يروح ضحيتها أبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم مواطنون لاحول ولا قوة لهم ولا ملجأ للاحتماء فيه، ويبقى هؤلاء ينتظرون تحقيق وعود المسؤولين.