تعيش عاصمة الهضاب العليا على وقع أنغام السراوي وذلك في إطار مهرجان الأغنية السطايفية الذي انطلقت فعالياته قبل يومين من أمام دار الثقافة هواري بومدين وسط الزغاريد المنبعثة من حناجر العمريات وأنغام الزرنة والبندير وطلقات البارود. واستهلت هذه التظاهرة التي أدركت هذه السنة طبعتها السادسة بلوحة فنية بعنوان (حنين) من تأليف الأستاذ عبد الرزاق بوشناق وإخراج توفيق مزعاش تغنت بمهد الأغنية السطايفية التي كانت في بدايتها وطنية ثورية عبرت عن محن الشعب الجزائري إبان ثورة التحرير لاسترداد الحرية والاستقلال. ووسط حضور جماهيري ملفت تخللت الأوبيرات لوحات كوريغرافية أبرزت المكانة التي لعبتها الأغنية السطايفية إبان فترة الاحتلال الفرنسي للجزائر كما تضمنت أغاني وطنية منها (الطيارة الصفراء) و(ربي سيدي). وافتتحت ببهو دار الثقافة بالموازاة مع انطلاق المهرجان معارض تراثية متنوعة تضم خاصة آلات موسيقية قديمة واللباس التقليدي السطايفي المميز لمنطقة الهضاب العليا و فنون تشكيلية وبعض التحف القديمة. وبعد تكريم عدد من الوجوه الفنية أمثال المخرج توفيق مزعاش والفنانين العمري مزاكشة وكمال زيادنة قدمت بالمناسبة كل من فلة عبابسة والخير بكاكشي وسمير سطايفي وعبد الغاني تشير أغاني صنعت شهرتهم. وأكد محافظ المهرجان إدريس بوذيبة وهو أيضا مدير الثقافة لولاية سطيف أن الهدف من تنظيم هذه التظاهرة هو (اكتشاف مواهب شابة والحفاظ على الأغنية المستوحاة من التراث السراوي التي تعدت شهرتها حدود الوطن والتعريف بهذا النوع الغنائي الأصيل). كما اعتبر هذا الحدث الفني بمثابة (فضاء) و (فرصة) تسمح للأجيال المتعاقبة بالاستلهام من هذا النوع الموسيقي الذي وجد طريقه إلى قلوب الشباب خاصة، فضلا عن دراسته على غرار باقي الأنواع الموسيقية التي تصنع تراث الثقافة الجزائرية. وسيتنافس خلال هذه التظاهرة 24 مرشحا ما بين هواة ومحترفين من عديد ولايات الوطن تأهلوا في التصفيات الأولى التي جرت سابقا وذلك من مجموع 76 تقدموا للمسابقة للفوز بالجوائز المالية الخمس الكبرى التي رصدتها محافظة المهرجان لهذا الغرض والتي بلغت قيمتها 700 ألف د.ج. وسيعرف المهرجان طيلة أيامه مشاركة العديد من الأصوات المعروفة على الساحة الفنية أمثال سمير بلخير وفلة عبابسة وبكاكشي الخير وعبد الغاني تشير وكمال النمري وزبير بلخير فضلا عن فنانين آخرين. وتنظم على هامش هذه التظاهرة ندوات حول تاريخ الأغنية السطايفية، بالإضافة إلى (قعدات) ليلية بين المهتمين بهذا النوع من الغناء، فضلا عن تكريم بعض الوجوه الفنية التي قدمت الكثير في مجال الأغنية السطايفية.