قضت مساء أوّل أمس في ساعة متأخّرة محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء تتيزي وزو بإدانة المتورّطين في قضية مقتل الشابّ (أغيلاس حجّو) الذي اهتزّت ولاية تيزي وزو السنة الماضية على وقع قضية اختطافه والعثور عليه مقتولا، ليس على يد الجماعات الإرهابية كما كان مرجّحا وإنما على يد أصدقائه، حيث أدانتهم محكمة الجنايات بعقوبة الإعدام، وهي نفس العقوبة التي التمستها النيابة العامّة في حقّ كلّ من (ح. محمد)، (ب. مهدي) و(ش .أعمر)، في حين قضت بعقوبة 3 سنوات حبسا نافذا وغرامة مالية تقدّر ب 20 ألف دج في حقّ المتّهم الرّابع المدعو (ي. أعمر) المتابعين بجناية تكوين جماعة أشرار بغرض الابتزاز والإعداد لارتكاب جناية والقتل العمدي مع سبق الإصرار والترصّد والخطف عن طريق الغشّ بدافع تسديد فدية وجنحة إخفاء جثّة. وقائع القضية التي تعود حسب ما جاء في جلسة المحاكمة إلى تاريخ 18 أكتوبر من السنة المنصرمة، تتمثّل في اختطاف الضحّية (أغيلاس) من قِبل 4 شبّان، وكانت قرى أزفون وحتى قرى البلديات والدوائر الأخرى خرجت في حملات بحث وتنديد بظاهرة الاختطاف، خاصّة وأن الضحّية تمّت محاولة اختطافه قبل سنوات بالقرب من منزله العائلي من طرف جماعات إرهابية. إلاّ أنه وبعد مرور عدّة أيّام توصّلت مصالح الأمن إلى تحديد مكان أحد المشتبه فيهم، والذي أرسل إلى والد الضحّية رسالة قصيرة يطالبه فيها بتسديد فدية مقدّرة ب 5 ملايير سنتيم. واستغلالا للمعلومات تبيّن أن الرسالة تمّ إرسالها من هاتف الضحّية، وبعد القبض على المتّهم من طرف قوات الدرك في تيفزيرت دلّ على بقّية المتّهمين. وأفاد هؤلاء خلال التحقيق بأنهم اتّصلوا بالضحّية وطلبوا منه الحضور إلى بناية في طور الإنجاز في المنطقة وقالوا له إنهم أحضروا فتيات بغرض التسلية، لكنه دار بينهم شجار فوقع الضحّية وقام المتّهم (ب أعمر) بقتله بعدها، قبل أن يحوّلوا جثّته إلى شاطئ بالجنّة الصغيرة ويدفنوه هناك، كما قاموا بإرشاد قوات الأمن إليه لاستخراج الجثّة. المتّهمون خلال جلسة المحاكمة أنكروا جميع التهم المنسوبة إليهم، وتراجعوا عن التصريحات التي أدلوا بها خلال التحقيقات الأوّلية بحجّة أنهم تعرّضوا لضغوطات حينها، في حين حاول المتّهم الرئيسي أن يبعد التهمة عن شركائه قائلا إنه يتحمّل بمفرده قضية مقتل الضحّية، محاولا تحويلها إلى قضية شرف، حيث قال إنه اتّصل يومها بالضحّية من أجل أن يستعيد فيديوهات مخلّة بالحياء كانت في هاتف الضحّية وتجمعه بالمدعوة (ح ح) وهي ابنة عمّه، وخوفا من الفضيحة أراد أن يسوّي الأمر بمفرده، ولمّا رفض الضحّية إعطاءه إيّاها قام بضربه، ولمّا سقط ضربه إلى حد الموت ولم يساعده أحد في ذلك. الفتاة المعنية بهذه القضية ولدى استدعائها كشاهدة من قِبل المحكمة أنكرت علاقتها بالضحّية ووجود هذه الفيديوهات التي يتحدّث عنها المتّهم الذي أكّدت أنه فبركها فقط لينجو بفعلته، قائلة إن معرفتها بالضحّية لا تتجاوز حد الزمالة.