أدى إضراب حافلات إيتوزا الذي استمر لأكثر من أسبوع إلى شلل في قطاع المواصلات لاسيما وأن الحافلات المعنية بالإضراب كانت تلبي خدمات المسافرين لاسيما العمال والطلبة، وأحدث إضراب عمالها فجوة كبيرة، بحيث تاه المسافرون وشهدت مواقع العمل تأخيرات معتبرة قد تمس بالاقتصاد الوطني دفع ثمنها العمال الذين تعرضوا إلى إنذارات وتوبيخات بسبب التأخير الذي تسبب فيه الإضراب خاصة في المناطق التي تعتمد اعتمادا كليا على حافلات إيتوزا. شهدت النواحي التي تبعد عن العاصمة حالة مزرية على غرار منطقة بئر توتة التي يقيم بها عمال تكون وجهتهم اليومية إلى وسط العاصمة وتفاجأوا للإضراب الذي دام لأكثر من أسبوع دون سابق إنذار، الأمر الذي ألزمهم الخروج المبكر والركض وراء الحافلات الخاصة هنا وهناك تلك التي لا تفي بمتطلبات المسافرين وتبقى خدمتها محدودة، وتأثر أغلب المسافرين بمناطق متفرقة من المشكل العويص بسبب الإضراب الذي أعلنه عمال القطاع دون أدنى مسؤولية، مطالبين بحقوقهم على حساب المسافرين الذين أضحوا يستعملون كورقة رابحة في كل مرة والمشكل أن الإضراب طالت مدته في هذه المرة دون أن تتحرك السلطات المعنية لإيقافه على الرغم من المصائب التي يتكبدها المسافرون في رحلاتهم اليومية وتعطلهم عن مشاغلهم من دون أن ننسى استعصاء مهمة التنقل إلى مقرات عملهم ووصولهم المتأخر في كل مرة، فبعد آفة الاختناق يصطدم المسافرون خاصة العمال بإضراب الحافلات التي كانت تقلهم إلى أماكن عملهم. وهو الأمر الذي سجلناه على مستوى محطة الأحياء الجديدة ببئر توتة، بحيث وجدنا أغلب المسافرين على غيظ كبير في وقت مبكر، بحيث كانوا يعتمدون بصفة كلية على حافلات إيتوزا التي تقلهم إلى العاصمة على اعتبار أن أغلبهم يعمل بمؤسسات وإدارات بوسط العاصمة، وإضراب الحافلات أخلط عليهم الأمور لاسيما وأن حافلات النقل الخاص لا تقوى على نقل العدد المتدفق من المسافرين، وكانت حافلات إيتوزا تنقص من الحمل الثقيل نوعا ما وتخفف من أزمة النقل على مستوى ذات الناحية التي أضحت تشهد كثافة سكانية عالية. اقتربنا من بعض المسافرين في ذلك الصباح الشتوي بحيث كانت الساعة تشير إلى حوالي السادسة والنصف صباحا فحدثونا بنبرة غضب حادة، أحد المسافرين عبر بالقول أصبحنا نمسي ونصبح على إضراب الحافلات الذي أضحى سيناريو متكررا في كل وقت ندفع نحن ضريبته، فكيف يبقى لك مزاج وأنت تواجه المشكل في بداية الأسبوع وفي الصباح الباكر ضف إلى ذلك الاختناق المروري الحاد، ليختم هذا وذاك بلوم المسؤول المباشر والتعرض إلى التوبيخات الإدارية في العمل، فالوضع هو جد متردٍ يدفع ثمنه المسافرون الذين لا حول ولا قوة لهم ولا نطلب إلا الهداية في من يزيد من حدة مشاكلنا ويثير أعصابنا، ونحن نفوض أمرنا لله تعالى وإلا وصلنا إلى درجة القنوط). أما مسافرة أخرى موظفة بالعاصمة فقالت إنه من الواجب اتخاذ قرارات صارمة على هؤلاء لاسيما وأن إضراباتهم تؤثر على الطبقة الشغيلة والفئات العمالية التي تعتمد نسبة كبيرة منهم على النقل العمومي للحاق بمقرات العمل، ومن غير اللائق القيام بهذه السلوكات التي تؤثر على العمال وعلى سير الخدمات وحتى على الاقتصاد الوطني على اعتبار أن قطاع النقل العمومي هو قطاع حساس جدا وجب تسييره وتسليم مهامه لأناس ذوو ثقة، والمعاناة التي عاناها المسافرون حجمها كبير ووجب أن يسترد اعتبارهم بخصم أجور أيام الإضراب لتحفيظ هؤلاء الدرس وعدم إعادة نفس السيناريو في كل مرة واستعمال المسافرين كورقة رابحة للمطالبة بالحقوق). وتجدر الإشارة أن الإضراب الأخير هو أطول إضراب شهده القطاع كقطاع حساس يؤثر على سيرورة النقل العمومي بوجه عام.