يتوقع الفلاحون ومصالح الفلاحة بولاية تيزي وزو، تراجعا حادا في إنتاج زيت الزيتون لهذا الموسم، نظرا لتأثر المنتوج بالتقلبات الجوية والظروف الطبيعية في فترة النمو والنضوج، الأمر الذي سيؤثر حتما على التهاب أسعار زيت الزيتون في ولاية تيزي وزو والمرشحة لبلوغ 700 الى 800 دج. أثرت موجة الحرارة المرتفعة التي تميز بها شهر سبتمبر الماضي، بشكل جد كبير على ثمار الزيتون التي انكمشت بشكل قلل كثيرا من نسبة الزيت والماء في الزيتون وكذا تساقط كميات هائلة منه بسبب جفافها، كما أثر تأخر تساقط الأمطار في الوضع كثيرا، حيث أكد عدد من الفلاحين أن سقوط الأمطار المتأخر لم يتمكن من إنقاذ محصول الزيتون الذي تساقط في وقت مبكر بسبب جفافه في الأشجار وكذا انكماش الحبات، الأمر الذي يقلل كثيرا من نسبة الزيت فيها. ومن جهتها المصالح الفلاحية لولاية تيزي وزو تتوقع أن يكون هذا الموسم من أسوأ المواسم منذ سنوات من حيث كمية الزيت المنتظر تحقيقها، لكون هذه الظاهرة مست جميع حقول الزيتون بدون استثناء، لكون الظروف الطبيعية التي أثرت على المنتوج هي نفسها المسجلة بإقليم الولاية، وتعد أكثر المناطق تضررا هي المناطق التي تعتمد أساسا على زراعة الزيتون خصوصا بالجهة الجنوبية والجنوبية الغربية لولاية تيزي وزو، وهذا التراجع المحسوس في الإنتاج سيؤثر حتما على أسعار الزيت التي ستعرف مستويات قياسية هذا الموسم، خاصة فيما تعلق بالزيت المعصور هذه السنة، وقد يمتد لهيب الأسعار حتى الى الزيت الذي خزّن من موسم السنة الماضية. وقد عبرت العائلات التي يعد الزيتون وزيته مصدرها الوحيد للرزق، عن أسفها الشديد من هذا الإشكال الذي واجهته، خاصة وأن أشجار الزيتون هذه السنة نجت من ألسنة الحرائق التي تعد عدوها الأكبر، لكن الظروف الطبيعية كانت لها بالمرصاد، حيث أثرت بشكل كبير على منتوج الزيتون ولم يكن أمامهم من حل يواجهون به هذه الظاهرة. وللإشارة فإن عمليات جني الزيتون قد انطلقت منذ الفاتح من شهر نوفمبر في العديد من القرى في انتظار انطلاق معاصر الزيتون في نشاطها، هذه الأخيرة التي أبدى أصحابها تخوفهم هم الآخرين أمام قلة الإنتاج خاصة أصحاب المعاصر الحديثة الذين تنظر البنوك تسديد ديونهم، وأن عملهم يتم حسب إنتاج الموسم.