سيعرف إنتاج الزيتون هذه السنة بولاية تيزي وزو، تراجعا كبيرا مقارنة بالسنة الماضية، وحسب الأرقام المقدمة من طرف مصلحة التنمية الفلاحية التابعة لمديرية الفلاحة لتيزي وزو، فإن المديرية توصلت ومنذ انطلاق موسم جني الزيتون إلى جمع 6 بالمائة من مساحة قدرها 1800 هكتار، نسبة قليلة، لكن رغم ذلك فإن المسؤولين بقطاع الفلاحة يأملون وبعد انتهاء عملية جمع الغلة، أن يرتفع الإنتاج لتحقيق الهدف الذي تصبو إليه عقود النجاعة والمتمثل في بلوغ الإنتاج 15 قنطارا في الهكتار. وأكد السيد وعلي عبد الرحمان المسؤول الأول بمصلحة الدعم التقني والتنظيم الإنتاجي، أنه ومن خلال الخرجات الميدانية التي نظمتها مديرية الفلاحية لبعض حقول ومزارع الزيتون بالولاية، فإنه يمكن أن نتفاءل ونأمل جمع غلة معتبرة حتى وان كانت قليلة جدا مقارنة بما تم جمعه السنة الماضية والمقدر للتذكير ب27 قنطارا في الهكتار، حيث قال انه ورغم تسجيل كل من تيزي وزو، البويرة وبجاية نفس المشكلة، إلا أن ذلك لن يؤثر في تحديد الأسعار كما يروج البعض، طالما أن اغلب المعاصر لا تزال تحوي كميات هائلة من الزيت الذي تم عصره خلال حملة الموسم الماضي، وهو ما سيعمل على إحداث نوع من التوازن، وبالتالي توفير الكميات وتلبية الحاجيات التي تطلبها العائلات بما فيه الكفاية. هذا، وأشار نفس المصدر إلى أن العملية المتبعة في جمع حبات الزيتون والمتمثلة في النفض كان لها تأثير سلبي على المحصول والكمية المنتجة، ذلك أن اتباعها من طرف أصحاب حقول ومزارع الزيتون تتسبب في هلاك الأزهار مستقبلا، إضافة إلى كميات الأمطار المتساقطة بتراب الولاية والتي صاحبت نشاط الأشجار خاصة خلال عملية اثمار الأشجار ونموها، حيث تم تسجيل في شهر مارس 92 ملم وفي شهر افريل 133ملم وفي ماي 69 ملم. وأضاف ذات المسؤول أن موسم جمع الزيتون وككل سنة يعرف نوعا من التذبذب في الكميات التي يتم إنتاجها بين سنة وأخرى، على اعتبار أن المساحة الكلية لإنتاج الزيتون بولاية تيزي وزو تقدر ب 33 ألف هكتار، في حين تقدرالمساحة المنتجة ب27 ألف و760 هكتار والتي يتباين إنتاجها بتباين العوامل الطبيعية. موضحا أن ذلك يعتبر أمرا عاديا، باعتبار أن الأمر لا يقف فقط على محصول الزيتون، حيث يشمل كذلك منتوجات أخرى كالحمضيات مثلا، وذلك بالنظر إلى مدى توفر العوامل والشروط الملائمة لضمان إنتاج وفير. وأشار السيد رئيس مصلحة الدعم التقني والتنظيم الإنتاجي، إلى أن الفلاحين ولضمان بقاء شجرة الزيتون ومنع اندثارها وزوالها يعمدون إلى عملية تلقيم الأشجار التي تدعى "الزبوح " التي ومع مرور الوقت تتحول إلى أشجار منتجة لحبات الزيتون، حيث كشفت الأرقام المقدمة أن ولاية تيزي وزو توصلت ومنذ عام 2000 إلى غاية السنة الجارية، إلى تلقيم نحو 81 الف و260 شجرة، وهو ما كان وراء القضاء على مشكلة تراجع الأشجار من جهة بسبب الحرائق، ومن جهة، للإهمال وعدم الاعتناء بالشجرة، كما تم إحصاء وخلال نفس الفترة قيام المديرية بإنجاز ما يقارب 84 ألف و500 حوض بالقرب من الأشجار بغية ضمان تخزين الماء بها لسقي الأشجار بطريقة بطيئة وجيدة، والتي تساهم ايجابا في نمو الأزهار وتماسكها لضمان غلة جيدة، هذا إضافة إلى غرس 615 هكتار في نفس الفترة دائما. وقال المتحدث أن كل الظروف مهيأة لضمان مباشرة معاصر الولاية عملها، حيث ينتظر أن تفتح هذه السنة 405 معصرة زيتون أبوابها لاستقبال المنتوج. وفي سياق متصل أوضح المتحدث انه من بين هذه المعاصر توجد 311 معصرة تقليدية تعرف توافدا كبيرا للعائلات بغرض عصر زيتها. باعتبار أن زيت هذه المعاصر يتميز بالذوق اللذيذ، إضافة إلى لونه وجودته. مشيرا إلى أن الولاية استفادت في إطار الصندوق الوطني للتنمية الريفية من مشروع تدعيمها ب39 معصرة زيتون، وذلك منذ 1998 إلى يومنا هذا، والتي تباشر عملها بصورة جيدة، حيث تحظى هي الأخرى بإقبال كبير من طرف أصحاب حقول الزيتون.