ترتقب مديرية الفلاحة بولاية تيزي وزو، جني 277 ألف قنطار من الزيتون خلال هذا الموسم، بعد أن بلغ المحصول إلى غاية نهاية الأسبوع الفارط نحو 26 ألف قنطار·تتوزع أشجار الزيتون بولاية تيزي وزو على مساحة تقدر ب 27.657 هكتار، أي بمعدل 100 شجرة زيتون في الهكتار الواحد· وقد سجلت مديرية الفلاحة تراجعا في المحصول هذه السنة مقارنة بالسنة الماضية، ويرجع سبب ذلك إلى الحرائق التي شهدتها مختلف أرجاء الولاية والتي أتت على مساحات من حقول الزيتون وأتلفت 10 آلاف شجرة زيتون وإذا أخذنا بمقياس مديرية الفلاحة التي تتوقع جني 10 قناطر من كل 100 شجرة زيتون، وبالنظر لما فقدته الولاية هذه السنة من حقول الزيتون، فإن العملية الحسابية تقودنا إلى أن تيزي وزو فقدت تقريبا 1000 قنطار من محصولها· وتعتبر الحصيلة المسجلة لهذا الموسم ثقيلة، وحتما سيكون لها وزنها في تحديد الأسعار التي تتراوح حاليابين 300 دج و400 دج، ويعود تذبذب هذه الأسعار إلى المنتوج بعينه، وذلك بالنظر إلى المعصرة التي تولت عملية استخراج الزيتون كمادة جاهزة، بعدما تم تحويله عبر خطوات انطلاقا من حبة إلى مادة سائلة· وتتواجد بولاية تيزي وزو حسب المديرية دائما، نحو 355 معصرة زيتون، 90 منها حديثة و265 قديمة، ويفضل سكان ولاية تيزي وزو المعاصر التقليدية، التي تضفي على المنتوج نكهة خاصة، حيث شرع مؤخرا سكان القرى والمداشر في عملية جمع الزيتون، وقد جندوا للعملية من الرجال والنساء على شكل جماعات مستغلين الة الطقس المناسبة لمثل هذه المرحلة، فالزائر للقرى في مثل هذا الوقت، ستجلب نظره حتما العناية والتكفل التام الذي يوليه القرويون لهذه الشجرة المباركة، التي لا يزال السكان يحافظون عليها من خلال اعتماد عملية التلقيم وإعادة التشجير، طالما أن هذه الشجرة تعتبر مصدر رزق لكثير من العائلات بمنطقة القبائل، حيث أن عملية الجني تستوجب دفع مقدار من المال مقابل الخدمة المقدمة في المعصرة، أو التنازل عن جزء من الزيت، والذي يعتمده صاحب المعصرة لبيعه لمن لا يملك شجرة زيتون· الجدير بالذكر، أن حقول الزيتون هذه السنة تضررت كثيرا جراء النيران التي أتت عليها، فرغم جهود المصالح الولائية التي تعمل على تسخير كل الإمكانيات، من خلال ضمان حق التعويض لجميع أصحاب الحقول المتضررة بالولاية، وكذا حرص المواطن على حماية المحصول من خلال نزع الأعشاب الضارة، ومواصلة عملية تطعيم وإعادة التشجير، إلا أن ذلك يبقى غير كاف للمساهمة في الحماية والحفاظ على شجرة الزيتون، حيث أنه واستنادا إلى القرويين، فإن عملية إعادة التشجير تتطلب مدة طويلة تتراوح بين 3 و5 سنوات، وبحكم أن النيران تتلف العديد من المساحات الغابية وأكثرها أشجار الزيتون، فإن المحصول بولاية تيزي وزو يبقى مهددا وبحاجة إلى العناية والحرص التام لمواجهة مثل هذه الكوارث، التي تؤثر بشدة على مستقبل المنتوج بالمنطقة خاصة والمستوى الوطني عامة·