فلاحو بلدية دلدول يهددون بالتخلي عن إنتاج المشمش هدّد العشرات من فلاحي بلدية دلدول (دائرة مسعد) بقطع آلاف الأشجار والتخلي نهائيا عن ممارسة نشاطهم الفلاحي الذي تستمر بها المنطقة، وخاصة في إنتاج المشمش والرمان وهذا بعد أن وصدت كل الأبواب أمامهم وعدم الإصغاء إلى مطلبهم المتمثل في تزويدهم بالكهرباء بنوعيها الريفية والفلاحية، حيث لم تستفد البلدية من هذا البرنامج منذ عدة سنوات، ولا يزال السواد الأعظم من الفلاحين يعتمد على الطرق البدائية في سقي بساتينهم التي كلفتهم الكثير سواء من الجانب المادي أو البدني، وعلى الرغم من هذه المعاناة، إلا أن بلدية دلدول تبقى من أكثر البلديات في الانتاج الفلاحي، وخاصة منطقة الملافة وضاية الطلبة، وقد عرفت السنوات الأخيرة ظاهرة غريبة، حيث أقدم بعض الفلاحين على (حرمان) أشجار المشمش من السقي تمهيدا لقطعها واستبدالها بمنتوج آخر بسبب الخسائر الفادحة التي يتكبدها الفلاح نهاية كل صيف، والتي لم يعد يتحملها جراء تعرض منتوجهم إلى التلف نتيجة إنعدام قنوات التسويق من جهة وعدم توفر الولاية على مصانع تحويلية لامتصاص الكم الهائل من الانتاج من جهة أخرى، وهو ما أدّى إلى الانخفاض الرهيب لسعره، حيث وصل سعر الكيلوغرام الواحد إلى خمسة دنانير وهو مبلغ لا يكفي لسد أجور الفلاحين والأيدي العاملة. وفي هذا الإطار جدّد أكثر من ألف فلاح من بلدية دلدول مطلبهم الملح للسلطات المسؤولية بالتعجيل في تزويدهم بالكهرباء لتجنب الكارثة. المستفيدون من قطع الأراضي بمسعد يطالبون بتسوية وضعيتهم لا يزال العشرات من المستفيدين من قطع الأراضي الصالحة للبناء بمسعد ينتظرون تسوية وضعيتهم أو تعويضهم بقطع أخرى، كما وعدهم بذلك عدد من المسؤولين، حيث تعود أغلب هذه الاستفادات إلى بداية التسعينات من القرن الماضي، وعلى الرغم من الوعود المتكررة التي أعطيت لهؤلاء، إلاّ أن ذلك لم يجسد بل ازدادت الأمور تعقيداً ممّا أجبر الكثير منهم إلى التجمع والاحتجاج يوميا أمام مقر الوكالة العقارية بمسعد أو أمام الوكالة الولائية التي تسعى إدارتها (الجديدة) التي تجاوزت العشرين السنة من الإنتظار، وترجع أسباب حرمان هؤلاء من قطعهم إلى وقوع الاختيار عليها لإقامة مشاريع عمومية، يحدث هذا في ظل النهب الرهيب للعقار بهذه المدينة وخصوصا داخل المحيط العمراني مرة باسم (العروشية) ومرّة باسم الامتلاك العرفي وغيرها من الأسباب التي أدّت إلى انتشار ظاهرة البناء الفوضوي الذي شوّه وجه المدينة وانعدام الوعاء العقاري لإقامة مرافق عمومية هامة بالمؤسسات التربوية والاستشفائية وعرقلة جهود التنمية التي تنقص المدينة وعكس ما عرف عن بعض المناطق، حيث طغا الإسمنت على المساحات الزراعية فإن مدينة مسعد تعرف العكس تماما وهو اجتياج البساتين والأراضي الزراعية للمحيط العمراني وخاصة بالمدخل الشمالي وهو أمر خطير يجب الحدّ منه قبل فوات الأوان.