قضت أمس محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء العاصمة بتسليط عقوبة 4 سنوات حبسا نافذا على المتّهم (ن. خير الدين) بعدما تبث تورّطه في قضية تمويل الجماعات الإرهابية النّاشطة على مستوى بومرداس منذ سنة 2008 وربط عدّة اتّصالات مع الإرهابي الخطير المكنّى (حذيفة الجند) أمير القاعدة في بلاد المغربي العربي إمارة الجزائر (وسط) والمكلّف بتحصيل الأموال لصالح الجماعات الإرهابية الموجّهة للتفجيرات. حسب ملف القضية فإن المتّهم ألقي القبض عليه بعد القضاء على أحد الإرهابيين، والذي ثبت أنه كان على علاقة بالمتّهم، وبعد إلقاء القبض عليه سنة 2010 وإخضاعه للتحقيق اعترف بتمويله للجماعات الإرهابية منذ سنة 2008 عندما قصده شخصان في محلّه حيث يعمل كلحّام وطلبا منه أن يرافقهما، حيث توجّهوا إلى أحد المنازل وهناك التقى مع الإرهابي (حذيفة الجند)، هذا الأخير طلب منه أن يكون عنصر إسناد للجماعات الإرهابية النّاشطة على مستوى بومرداس من خلال تزويدهم بالمعلومات والمؤونة وتبادلا أرقام الهاتف خلال ذلك. وبعد أسبوعين من اللّقاء الأوّل اتّصل به (حذيفة الجند) وطلب منه اقتناء هواتف نقّالة، حيث توجّه إلى السوق السوداء واقتنى ثلاثة هواتف محمولة مستعملة واتّصل به مرّة ثانية الإرهابي وأخبره بأنه أرسل شخصا لأخذ الهواتف النقّالة، وأنه لن يتمكّن من الحضور شخصيا لاستلامها، وبعد أن سلّم الهواتف النقّالة للإرهابي الذي حضر وهو حامل لسلاح ناري اتّصل به مرّة أخرى (حذيفة الجند) يستفسر عن سبب اقتناء هواتف نقّالة مستعملة، وأنه كان يريد هواتف جديدة وكلّفه باقتناء هواتف أخرى حدّد سعرها ب 36 ألف دينار جزائري، كما اتّصل به الأمير وطلب منه مراقبة حواجز الجيش مستفسرا إيّاه أن كان بإمكانهم إقامة حواجز مزيّفة للقضاء عليهم. كما أضاف المتّهم خلال تصريحاته أمام الضبطية القضائية أن الإرهابي (حذيفة الجند) اتّصل به وحذّره من التعامل مع الإرهابي (ق. بلال) لأنه مراقب من طرف مصالح الأمن حتى لا تحوم ضده الشكوك، وأضاف أنه تنقّل عدّة مرّات إلى معاقل الجماعات الإرهابية ببومرداس ويسّر وتيزي وزو، وبعد تعرّض سيّارته لعطب طلب منه (حذيفة الجند) أن يقوم باقتناء سيّارة أخرى حتى يتمكّن من تزويدهم بالسلع، حيث قام باستعارة سيّارة حمراء اللّون تنقّل بها مرّة واحدة إلى معاقل الجماعات الإرهابية إلاّ أنه أعادها لصاحبها نظرا للونها الفاقع واللاّفت للانتباه، وأضاف أنه بقي يتعامل مع الجماعات الإرهابية إلى أن ألقي القبض عليه سنة 2010. غير أن المتّهم تراجع عن تصريحاته أمام قاضي التحقيق مؤكّدا أن التصريحات التي أدلى بها أمام الضبطية القضائية مجرّد سيناريو من نسج خياله حتى لا يتعرّض للضرب والإهانة، وخلال مثوله أمس أمام محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة تراجع عن كافّة تصريحاته مؤكّدا أنه لا يعرف (حذيفة الجند) ولم يربط معه أيّ اتّصال، وأن ما ورد في محاضر التحقيق هي تهم ملفّقة ولا علاقة له بالجماعات الإرهابية.