أدانت أمس محكمة جنايات العاصمة لحّاما من منطقة برّاقي ومسبوق في قضايا إرهابية بالسجن النّافذ 04 سنوات لتورّطه في جناية تشجيع وتمويل الجماعات الإرهابية المسلّحة النّاشطة على محور الوسط (العاصمة بومرداس تيزي وزو)، حيث كلّف من طرف الأمير عبد المؤمن رشيد المكنّى (حذيفة الجند) بترصّد حركات أعوان الأمن في الحواجز الأمنية والتجهيزات المتاحة لهم، خاصّة جهاز كشف المتفجّرات قصد القيام بهجمات انتحارية ضدهم· وقائع الملف حسب ما ورد في قرار الإحالة كشفت أن تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال استغلّ الخلايا النّائمة المتمركزة بأحياء شراعبة، الكاليتوس، برّاقي والأربعاء لفكّ الحصار الذي فرضته مصالح الأمن وهذا من خلال إعادة تجنيد بعض الإرهابيين الذين استفادوا من المصالحة الوطنية كعناصر دعم وإسناد، وقد كان من بينهم المتّهم (ن· خير الدين) الذي خرج من السجن سنة 2000 ليعود للعمل المسلّح مجدّدا سنة 2008، حيث تمّ اكتشاف أمره من طرف مصالح الأمن بعد القضاء على الإرهابي (حذيفة الجند) أمير منطقة الوسط شهر رمضان من سنة 2008، وبعد استغلال رقم هاتفه النقّال تبيّن أنه كان على اتّصال دائم مع المتّهم ليتمّ توقيفه بتاريخ 14 ديسمبر 2010 على مستوى محلّه التجاري ببرّاقي· وقد توصّل التحقيق مع المتّهم إلى أنه كان على اتّصال دائم مع (حذيفة الجند) منذ سنة 2008 إلى غاية القضاء عليه في 2010، حيث ربط معه أوّل اتّصال بعدما تمّ اصطحابه إلى ولاية تيزي وزو من طرف شخصين على متن سيّارة قصد إصلاح أبواب حديدية باعتباره يشتغل لحّاما، وهناك التقى لأوّل مرّة ب (حذيفة الجند) الذي يعرفه بحكم أنه ابن حيّه واستفسره عن أوضاع عائلته وسلّمه هاتفا نقّالا وشريحة بغرض البقاء على اتّصال دائم به بعدما لمس منه رغبته في العمل كعنصر دعم وإسناد· وبعد مدّة اتّصل به (حذيفة) وطلب منه تزويدهم بهواتف نقّالة فتوجّه المتّهم إلى سوق (الدلالة)، أين قام بشراء 03 هواتف مستعملة وتوجّه إلى المكان المحدّد لتسليمها للأمير، غير أن هذا الأخير ثار في وجهه وأبدى رفضه لاستعمال هواتف مستعملة وسلّمه مبلغ 63 ألف دينار لشراء أخرى جديدة· كما اعترف المتّهم بأن الأمير اتّصل به مجدّدا وطلب منه تزويدهم بالأحذية الرياضية والألبسة خاصّة السراويل من نوع (الجينز)، إلى جانب المواد الغذائية والفواكه وكان في كلّ مرّة يتنقّل بسيّارة جديدة حتى لا تكتشف مصالح الأمن أمره، ليضيف أنه في إحدى المرّات اتّصل به الأمير وطلب منه بعض المؤونة غير أنه أعلمه بأن سيّارته معطّلة فطلب منه بيعها وشراء واحدة جديدة تتكفّل الجماعة الإرهابية بتسديد ثمنها، ليقوم المتّهم بكراء سيّارة من نوع (308) حمراء اللّون تنقّل على متنها إلى منطقة يسّر أين اِلتقى الأمير الذي طلب منه تغيير السيّارة لأن لونها يثير الشبهات فأعلمه بأنها ليست ملكه بل قام بكرائها· وهي التصريحات التي فنّدها المتّهم أثناء مثوله أمام المحكمة مدّعيا أن جميع اعترافاته أمام مصالح الضبطية القضائية مجرّد سيناريو قام باختلاقه تجنّبا للعذاب، ليواجهه ممثّل الحقّ العام بتصريحاته أمام قاضي التحقيق التي جاءت متسلسلة، مشيرا إلى أنه قام بإتلاف هاتفه النقّال وشريحته بعدما قرأ خبر القضاء على (حذيفة الجند) في الجرائد تهرّبا من المسؤولية الجزائية، ملتمسا تسليط عقوبة 10 سنوات سجنا نافذا ضده·