العزلة وأخطر الأمراض العصبية تطارد الأطفال المدمنين على مشاهدة التلفاز لأكثر من ساعتين، وأكثر فئة معرضة لهذه الأخطر هم الأطفال الأقل من سن الثانية، فهؤلاء معرضون للضياع في عالم العزلة ويفقدون تدريجيا كيفية التواصل مع الآخرين، فإقحام الأهل لأطفالهم في هذه السن المبكرة في عالم التلفاز من أجل تقليص أعباء الاعتناء بهم يعد جريمة حقيقية في حق الطفولة حسب العديد من المختصين.. حذر باحث مصري من مخاطر ترك الأطفال أقل من سنتين أمام الشاشات خاصة التلفزيون لأضراره الصحية والنفسية على الأطفال وعدم تواصلهم مع الآخرين ، واصفا ذلك العمل بالجريمة التى يجب التدخل السريع لمنعها. وأوضح الباحث والمتخصص في مجال الاتصالات المهندس محمد زكي حسن في بحثه الذي تم عرضه ضمن فاعليات مؤتمر مؤسسة قطر السنوي الرابع للتربية والعلوم وتنمية المجتمع المنعقد بالدوحة حاليا أن قنوات الأطفال خاصة التي تكرر المحتوى كالأغانى والأناشيد والإعلانات التجارية هي السبب الرئيسي لزيادة معدل طيف التوحد غير الجيني للأطفال أقل من سنتين وهو نوع من المرض النفسي يصيب الطفل بالعزلة وفقد التواصل مع الآخرين والتواصل البصرى للأشياء الحقيقية فلا يستجيب للنداء وينعزل كما يعرضه لمشاكل في الطعام والنوم ويقلل الانتباه والحركة لديه. كما حذر الباحث المصري من ترك الأطفال للألعاب الإليكترونية ومنها الأى باد وعدم التحدث معه باستمرار مما يفقده التواصل مطالبا بضرورة إبعاد هؤلاء الأطفال عن الشاشات في هذا السن المبكر والحرص على التواصل المستمر معهم. وتقول طبيبة نفسية رائدة إن الأطفال دون سن الثالثة لا ينبغي أن يشاهدوا شاشات التلفاز، وتحذر الطبيبة اريك سيغمان من أن الشاشات التلفزيونية قد تؤدي إلى زيادة في مستوى إنتاج مادة الدوبامين في أدمغة الأطفال، وتقول إن ذلك قد يؤدي إلى زيادة الاعتماد على شاشات وسائل الإعلام بمرور السن. وهناك دعوات للقيام بمزيد من البحوث لأنه لا يوجد حاليا أي دليل قاطع على تأثير شاشات وسائل الإعلام على أدمغة الأطفال الصغار. كما أن هناك قلقاً متزايداً في جميع أنحاء العالم وتوصيات بأن الأطفال الصغار لا ينبغي أن يشاهدوا أية شاشات على الإطلاق. وفي الولاياتالمتحدة، توصي الإرشادات التوجيهية للأطفال في وزارة الصحة بألا يتعرض أي طفل دون سن الثانية إلى أي نوع من أنواع الشاشات حتى يتم إجراء المزيد من البحوث عن الآثار المحتملة لها. كما حظرت فرنسا بالفعل التلفاز الرقمي الأرضي الذي يستهدف الأطفال دون سن الثالثة، وقامت أستراليا وكندا بإصدار توصيات وتوجيهات استرشادية مماثلة. وتقول الطبيبة سيغمان التي نشرت الدراسة بالمجلة الطبية البريطانية: (نحن نعلم أن مشاهدة الشاشة في وقت مبكر من العمر من المرجح أن يؤدي إلى فترات طويلة من المشاهدة في باقي فترات العمر). وأضافت: (يبدو أن الطريقة التي تشاهد بها الشاشات في الصغر تشكل العادات التي تتمسك بها دائما في المراحل العمرية التالية). وتقول سيغمان إن مادة الدوبامين الكيميائية هي المسؤولة عن ذلك، وتضيف: (والدوبامين هي مادة تنتج عندما نرى شيئا مشوقا أو جديدا، لكنها أيضا لها وظيفة أخرى، فهذه المادة هي مادة كيميائية عصبية تشترك في جميع أنواع الإدمان، وهي تمثل الثواب الكيميائي للشخص). وتضيف: (هناك مخاوف بين علماء الأعصاب من أن مادة الدوبامين هذه والتي يتم إنتاجها كل يوم وللعديد من السنوات، ومن خلال ألعاب الكمبيوتر على سبيل المثال، قد تغير دائرة الثواب في دماغ الأطفال وتجعلها أكثر اعتمادا على الشاشات). وتعتبر مادة الدوبامين مادة أساسية لكل من الانتباه والإدمان، وتقول سيغمان إنه إذا كانت مشاهدة شاشات التلفاز تسبب إنتاج كمية كبيرة جدا من مادة الدوبامين في السنوات الأولى من عمر الأطفال، فهي من الممكن أن تسبب اعتمادا مستمرا عليها، وأن تدمر الانتباه لدى الأطفال في مراحل لاحقة من العمر.