لا زال خطر الموت ردما تحت الأنقاض يشكّل هاجس العشرات من المواطنين القاطنين في العمارات الهشّة خاصّة في فصل الشتاء، حيث تكون هذه البنايات عرضة لتناثر أشلاء من جدرانها الهشّة، وهو الأمر الذي يستوجب تحرّك جميع السلطات المعنية لتفادي سقوط قتلى وأشخاص مردومين تحت الأنقاض، وهي الوضعية التي تعرفها بنايات قديمة واقعة بحي 11 شارع غبوب الواقع على مستوى بلدية الحرّاش في الجزائر العاصمة. تواجه 23 عائلة الخوف والهلع داخل عمارة قديمة في الشارع المذكور بالحرّاش في ظروف كارثية نظرا للحالة التي آلت إليها هذه البناية بسبب قدمها وتآكل جميع أجزائها بما فيها الأساسات والأسقف والجدران التي أصبحت عبارة عن تشقّقات بالغة تتناثر منها الأتربة كلّما تعرّضت لمرور المركبات أو سقوط الأمطار كالتي عرفتها العاصمة خلال الأيّام الفارطة، والتي حوّلت حياتهم إلى كابوس أسود خوفا من أن الموت تحت العمارة، وازدادت مخاوفهم بعدما تعرّضت عدّة شرفات لسقوط أجزاء معتبرة منها، الأمر الذي ضاعف من حدّة الخوف والهلع. وحسب ما ذكره بعض السكان ل (أخبار اليوم) فإنهم متخوّفون من سقوط العمارة فوق رؤوسهم، لا سيّما وأن تاريخ تشييدها يعود إلى العهد الفرنسي وأضحت مهدّدة بالانهيار في أيّ لحظة. وللإشارة، فإن العائلات ال 23 صنّفت بناياتها خلال زلزال 21 ماي 2003 ضمن الخانة الحمراء المهدّدة بالسقوط وتشميعها بالخطّ الأحمر، الأمر الذي أدّى إلى ترحيل السكان إلى الخيم ثمّ إلى الشاليهات لمدّة 3 سنوات، وبعد إخلاء البناية كلّفت المصالح المعنية 5 مقاولين بترميم البناية بالرغم من أنها غير صالحة للترميم وتمّ إعادة إسكانهم فيها دون التفكير في العواقب المترتّبة التي ستلحق بالسكان ومخاطر الموت المحدق بهم، لا سيّما وأن عيوب الترميم السطحي بدأت تنكشف خلال فترة زمنية. ورغم الشكاوى والمراسلات الموجّهة إلى المسؤولين بهذا الشأن إلاّ أن السلطات لم تكلّف نفسها عناء إعادة النظر في تسوية مشكلتهم العالقة وهو هاجس انهيار العمارة في أيّ وقت ممكن، لا سيّما بعد التقلّبات الجوية، على حد تعبيرهم. وبالمقابل، أشارت السكان من خلال حديثهم معنا إلى أن الخوف يلازمهم على مدار السنة، خصوصا بعد حلول فصل الشتاء الذي تتعرّض فيه كلّ من الجدران والشرفات للتدهور، أمّا الأسقف فتتعرّض لتجمّع مياه الأمطار ثمّ تتسرّب إلى داخل الغرف حتى أصبحت الجدران والأسقف كلّها مهدّدة بالانهيار في أيّ لحظة فوق رؤوس قاطنيها. وأمام هذه الوضعية المزرية والخطر المتربّص بهؤلاء رفعوا عبر هذا المنبر الإعلامي صرختهم ونجدتهم إلى السلطات الوصية وعلى رأسها الوالي المنتدب للتدخّل السريع بترحيلهم إلى سكن لائق قبل وقوع ضحايا أبرياء لا ذنب لهم.