ملامح متعبة، شعر مغبر، عينان خائفتان لا تجرؤان على النظر إلى المقابل، ملامح تظهر عمق الأسى والألم الذي تكابده هذه المرأة يوميا جراء أشكال العنف الذي تتلقاه ممن حولها.. تلك هي ملامح السيدة جيلان ذات ال23 ربيعا، لكنها تظهر في اللوحة وكأنها امرأة تجاوزت الأربعين! هذه اللوحة التي رسمها التشكيلي أراز سليمان واحدة من 32 لوحة أخرى جسدت أساليب العنف المختلفة التي ما زالت تمارس ضد المرأة، وقد تم عرضها في معرض بقاعة مدينة دهوك في إقليم كردستان العراق افتتح بدعم من منظمة حقوق الإنسان في المدينة. في هذا المعرض ترى أن كل فنان تناول قصة وجانبا من جوانب العنف الذي تتعرض له المرأة، فالفنانة تانيا محمود جسدت في لوحتها الفنتازية (القيود الاجتماعية والأسرية التي ما زالت تحدّ من حرية المرأة وتجعلها أسيرة القعود في البيت، وظيفتها تربية الأطفال فقط)، وهو ما تعتبره الرسامة (نوعا من العنف الذي تتعرض له). أما الفنان سلام شيوكار فأراد إظهار معاناة المرأة عبر نظراتها المنكسرة في اللوحة التي جسدت ملامح امرأة مسنة متشحة بعباءة سوداء. ويقول شيوكار عن لوحته (لقد ركزت على اللونين الأحمر والأسود، فالأول بمثابة إطار وعباءة في الوقت نفسه، بينما الأحمر يظهر التوتر الذي تعيش فيه هذه السيدة ومدى الحزن الذي تكبته في أعماقها جراء ما تلاقيه من عنف لا تقدر الرد عليه إلا بنظرتها المرتبكة والحزينة). وأوضح أنه اختار أسلوب الواقعية التعبيرية (لكونه الأقرب لتشخيص مثل هذه الحالات الإنسانية). بدوره اختار التشكيلي جوتيار باجلوري نمطا تجريديا للوحته وهي تصور رقة المرأة ولمستها الحانية في الحياة، فالمرأة عنده هي (الحياة التي نعيشها، فهي الأم التي تمنحنا العطف والحنان، والأخت التي تزين البيت، ثم هي الزوجة التي تمنحنا الدفء في صحراء الحياة والحب الذي لا نستطيع العيش بدونه). ويقول باجلوري (لقد مثلتها في لوحتي بالبياض والأمل، فمثل هذا الكائن جدير بالاحترام لا التعنيف).