وهران - يعرض الرسام عبد النور بودربالة المعاق دماغيا بفضاء "الباهية" التابع لمديرية الثقافة لوهران لوحاته الفنية التي يغلب عليها اللون الأسود وتحمل رغم ذلك رسائل من الفرحة والتفاؤل بالحياة كما أشار هذا الفنان. واستطاع عبد النور بودربالة الذي يعرض لأول مرة بوهران وإلى غاية 30 جوان أن يجمع في لوحاته ثلاثة عناصر "من الصعب أن تلتقي في عمل فني واحد" وهي ثلاثية السواد والفرحة والجمال حسب زوار هذا المعرض. ورغم توظيف الفنان للون الأسود في أعماله المعروضة "غير أنها تشع نورا وجمالا وإحساسا بالفرح" حسب المتأملين لهذه الإبداعات والذين يشيرون إلى اللوحات التي تحمل عنوان "أبي" و"المرابط" و"الدوامة" حيث تتجلى رقة فرشاة الفنان في تلك الخطوط السوداء التي تترك مساحات للون الأبيض. وعن اختيار هذا اللون الذي غالبا ما يرمز إلى التشاؤم يقول عبد النور "أن الأسود يعتبر سيد الألوان ويتميز بجمالية خاصة قلما يكتشفها الجمهور"مضيفا أن الأسود "لا يعني أنه يغرق اللوحة في الظلام وإنما يضفي عليها لمسة الرهبة والوقار". كما يمثل اللون الداكن الذي استعمله هذا الفنان البالغ من العمر 30 سنة في أعماله التي تجمع بين التجريدية والانطباعية والواقعية أسلوبه الفني في رسم الموضوع الذي يعبر عن أحاسيسه وثقته بالنفس وقوته ونظرته التفاؤلية إلى الحياة حسب الرسامة فوزية منور. ويحرص هذا الرسام الذي أنجز حوالي 50 عملا فنيا متنوعا تتناول جلها مواضيع تبرز عادات وتقاليد المجتمع الجزائري وثراء تراثه كلوحاته المعنونة ب "المجتمع" و" المرأة والجرة" و"المرأة المتحجبة" و"المنظر". كما وفق هذا الرسام الذي مثل الجزائر في 2010 في الصالون الدولي "تفاوق" للمعاقين الموهوبين بليبيا في استخدام تقنية "الرش" المستعملة من طرف التشكيليين الأمريكيين حبث يحاول تطوير تجربته في هذا المجال على حد تعبير الرسامة كليليش أم الخير وهي أساتذة بمدرسة الفنون الجميلة بوهران. وتمكن هذا الفنان التشكيلي من خلال العديد من المعارض المنظمة بالجزائر العاصمة سواء كانت فردية أو جماعية كتلك التي شارك فيها مع التشكيلية الصينية كين بايلاند أن يحقق تواصلا مع الجمهور ومحبي الفن التشكيلي من خلال لوحات جمالية أذهلت هواة هذا الفن. ويعتزم عبد النور بودربالة تنظيم معرضا بالعاصمة خلال شهر رمضان حيث سيخصص مداخيل لوحة واحدة ستعرض للبيع إلى الأطفال المصابين بداء السرطان.