سيكون حزب التجمّع الوطني الديمقراطي على موعد يومي الثلاثاء والأربعاء مع المؤتمر العادي الرّابع الذي يعدّ مرحلة لتعزيز حضوره على الساحة السياسية الوطنية بعد أزمة داخلية تمّت تسويتها، وتشير المعطيات المتطابقة إلى أن عبد القادر بن صالح سيكون الأمين العام (الجديد) للحزب في غياب أيّ منافس، حيث سيكون بن صالح أمام طريق مفتوح لخلافة أحمد أويحيى المستقيل. يشارك أزيد من 1400 مندوب ولائي في هذا المؤتمر الذي سهرت على تحضيره لجنة وطنية تحت إشراف الأمين العام للحزب بالنيابة عبد القادر بن صالح وانعقدت عبر ثمان مؤتمرات جهوية بتسع ولايات، وسيتمّ انتخاب الأمين العام الجديد للتجمع الوطني الديمقراطي خلال هذا المؤتمر الذي ينظم تحت شعار (خطوة أخرى.. نحو المستقبل والأمل). وكان الهدف من المؤتمرات الجهوية التي عقدت خلال شهر نوفمبر تعميق النقاش والسماح للمناضلين بالتعبير عن وجهات نظرهم بكل حرّية، وكذا عن تصورهم وتفكيرهم حول مكانة الحزب والدور الذي ينبغي أن يلعبه مستقبلا على الساحة الوطنية. ومن جهتها، عقدت اللجنة الوطنية المكلّفة بتحضير المؤتمر ثلاث دورات عادية أخرها يوم الأحد، حيث تمّت المصادقة من خلالها على اللوائح التي تمّ بحثها خلال الدورتين السابقتين والمؤتمرات الجهوية، لا سيّما تلك المتعلقة بالنظام الداخلي والقانون الأساسي والسياسة العامة للحزب قبل طرحها على لجان المؤتمر. وبهذه المناسبة أعرب السيّد بن صالح عن ارتياحه لظروف تحضير المؤتمر الرّابع الذي سيكون بمثابة (تتويج حقيقي لجهد جماعي)، مشيرا إلى أن (الحزب تجاوز الأزمة بفضل قناعة كل المناضلين والمناضلات بضرورة منع الإقصاء والتهميش والإنفراد في القرار). في ماي 2012 انتقد مناضلون تسيير الحزب برئاسة أحمد أويحيى وقاموا بإنشاء (حركة الحفاظ عن التجمّع الوطني الديمقراطي). ودعا السيد أويحيى معارضيه إلى التعبير عن آرائهم داخل المؤسسات الشرعية للحزب، معترفا بصعوبة مهمّة تسيير الحزب ومشيرا إلى حاجة هذا الأخير إلى (تقييم وتصحيح)، كما دعا إلى الحرص على سمعة الحزب والكفّ عن التجريح في الأشخاص. وفي جانفي 2013 قدّم السيّد أويحيى استقالته من منصب أمين عام للحزب للحفاظ على وحدة هذه التشكيلة السياسية التي تأسست في 1997، وجاء في رسالة له إلى مناضلي الحزب: (قد يكون قراري هذا مرّ وإنّي لأطلب منكم مسبقا العذر والتفهّم لأن استقالتي ليست من أجل خدمة أيّ حساب شخصي كان كما قد يدّعيه البعض، بل هي خطوة ترمي إلى غاية نتقاسمها دون شكّ وهي الحفاظ على وحدة حزبنا الذي سأظلّ من مناضليه المقتنّعين). وكان المجلس الوطني للتجمّع الوطني الديمقراطي قد زكّى العضو المؤسس وأوّل أمين عام للحزب خلال إنشائه عبد القادر بن صالح أمينا عامّا بالنيابة للحزب إلى غاية عقد المؤتمر الرّابع. للإشارة، فقد انعقد المؤتمر الثالث العادي للحزب في جوان 2008.