كثر الحديث في المدّة الأخيرة عن تخوّف الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش من حجم المسؤولية التي تنتظره في موعد مونديال البرازيل بحجّة أنه بدأ يستعمل ورقة عدم جاهزية ركائز التشكيلة الوطنية لخوض الموعد العالمي بطريقة اعتبرتها الأطراف التي تجيد السباحة في المياه العكرة بمثابة تأكيد على أنه ليس من طينة المدرّبين الذين يمتلكون المؤهّلات الكافية لوضع تشكيلة (الخضر) في موقع قوة لبلوغ الدور الثاني لأوّل مرّة في تاريخ مشاركة الجزائر في العرس العالمي بعد ثلاث إخفاقات. لكن لماذا كلّ هذا القيل والقال؟ ولماذا يريد الكثيرون خاصّة ممّن يسمّون أنفسهم إعلاميين من طينة الكبار النيل من المدرّب الوطني وحيد حليلوزيتش في هذا الظرف بالذات؟ وهو المدرّب الذي لا أحد ينكر دوره في إعادة هيبة المنتخب الوطني بعد أن فقدها بعد مباراة المغرب الكارثية، والتي اهتزّت فيها شباك منتخبنا أربع مرّات وأخرجته من سباق التأهّل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا 2012. الإشكال المطروح الآن هو عدم الاعتراف بالحقيقة، والحقيقة هي أن حليلوزيتش أهّل منتخبنا إلى مونديال البرازيل، بل لماذا تلجأبعض (الأقلام) الصحفية إلى الكتابة عن أسماء لا تتماشى والأطراف التي تزعم أنها (حاجه كبيرة) في مجال التدريب؟ لذا أقول عبر هذا المنبر إن الذين كانوا يطالبون بإعادة النّظر في التركيبة البشرية للطاقم الفنّي للمنتخب الوطني على أساس أن العودة إلى الواجهة الدولية يمرّ بحتمية الاستعانة بمدرّب أجنبي من عيار حليلوزيتش وهو المطلب الذي جسّده رئيس (الفاف) محمد روراوة، والذي أثمر عودة (الخضر) إلى الواجهة بقوة النتائج الرّائعة. الأكيد الذين يرون أن حليلوزيتش ليس بمقدوره بلوغ الدور الثاني من مونديال البرازيل هم أطراف محسوبة ضمن الفئة التي لا تريد رؤية المنتخب الوطني في أحسن أحواله في العرس العالمي، لأن كلّ ما يهمّهم هو البقاء في الواجهة واستعمال كافّة الطرق لبلوغ مآربهم الذاتية دون مراعاة المصلحة العامّة التي تخدم منتخبنا الوطني. فصدق من قال إن لم تستح فاصنع ما شئت، بل اكتب ما شئت.