الأداء الرّجولي الذي ظهر به زملاء اللاّعب مجيد بوفرة في المواجهة التي تسبق الفاصلة لبلوغ مونديال البرازيل على حساب وصيف بطل الطبعة الأخيرة لكأس أمم إفريقيا يعدّ بمثابة تأكيد على أن المنتخب الوطني يسير في الطريق الصحيح بفضل حنكة التقني البوسني وحيد حليلوزيتش الذي بالرغم من الضغط الكبير المفروض عليه من قِبل الأطراف التي تحلم برؤية المنتخب الوطني خارج قائمة المنتخبات التي سيكون لها شرف تمثيل القارّة السمراء في أكبر موعد كروي على مستوى المعمورة، إلاّ أنه ما يزال صامدا ويأمل في قيادة التشكيلة الوطنية لتجسيد الحلم الذي يراود كلّ مواطن مخلص لهذا الوطن العزيز وهو التأهّل إلى موعد (السامبا) للمرّة الثانية على التوالي والرّابعة في تاريخ الكرة الجزائرية. بطبيعة الحال المأمورية لن تكون سهلة في موقعة البليدة، لكن الأداء الرّجولي لأشبال حليلوزيتش في موقعة واغادوغو زاد من ثقة الشعب الجزائري في مؤهّلات هؤلاء اللاّعبين الذين تحذوهم عزيمة كبيرة لتكرار ملحمة أم درمان بقوة الميدان رغما عن الأطراف التي تجيد الاصيطاد في المياه العكرة بطريقة لا تتماشى والزعم بالوقوف إلى جانب (الخضر) من أجل كسب مودّة أصحاب القرارات الحاسمة والبقاء في الواجهة بطريقة غير حضارية، لأنه عندما يصل الأمر إلى استعمال المنتخب الوطني كورقة رابحة لبلوغ مآربهم الذاتية يعني أن مرض المحيط الكروي في الجزائر يكمن في تلويثه بأناس ليست لهم أيّ شخصية في ظلّ التألّق المستمرّ للمنتخب الوطني الذي بات على مقربة من تسعين دقيقة لإسكات ألسنة الأطراف التي تجيد السباحة في المياه العكرة.