يعدّ بلوغ المنتخب الوطني مونديال البرازيل المقرّر إقامته مطلع الصائفة المقبلة بالبرازيل أهمّ حدث رياضي شهدته الجزائر خلال سنة 2013، وهي السنة التي دشّنها ذات المنتخب بمشاركة هزيلة في نهائيات كأس أمم إفريقيا بجنوب إفريقيا، حيث كان أوّل منتخب ودّع العرس القارّي عقب تلقّيه هزيمتين متتاليتين أمام تونس والطوغو، ليكتفي في نهاية المطاف بنقطة أمام كوت ديفوار. إعداد: كريم مادي إضافة إلى هذين الحدثين شهدت الرياضة الجزائرية تألّق بعض الرياضيين في المسابقات الإقليمية والدولية مقابل بعض الإخفاقات والأحزان، لكن بين هذا وذاك شهدت الساحرة الكروية في بلادنا حدثا لم يسبق وأن شهدته تاريخ نهائيات كأس الجزائر بمقاطعة لاعبي مولودية الجزائر حفل توزيع الميداليات، الأمر الذي دفع الاتحاد الجزائري إلى معاقبة رئيس نادي المولودية عمر غريب مدى الحياة فيما تمّت معاقبة الحارس شاوشي لسنتين وكلّ من القائد رضا بابوش والمدرّب جمال بسنة واحدة. جيل جديد من اللاّعبين وضع الجزائر في البرازيل سمح الجيل الجديد من اللاّعبين المتألّقين في أكبر النوادي الأوروبية للجزائر بتسجيل حضورها في أكبر محفل كروي عالمي ينشّطه إضافة إلى (الخضر) عمالقة الكرة المستديرة على رأسها البرازيل، إسبانيا، إيطاليا، إنجلترا، الأرجنتين، ألمانياوروسيا. سجّل المنتخب الجزائري مشوارا مميّزا في الدور الثاني بتصدّره مجموعته برصيد 12 نقطة من 15 الممكنة متقدّما على مالي الذي كان الفريق الوحيد الذي هزمه بواغادوغو (3-2). بعد مباراة مثيرة في إيّاب الدور الأخير أمام منتخب بوركينا فاسو حبست أنفاس الجماهير الجزائرية تمكّن المنتخب الوطني من اقتطاع تأشيرة التأهّل إلى موعد البرازيل بعد فوزه على بوركينا فاسو (1-0) يوم 19 نوفمبر بملعب (مصطفى تشاكر) بالبليدة لحساب إيّاب الدور الفاصل. مباشرة بعد إطلاق الحكَم السينغالي بادارا دياتا صفّارة النّهاية انطلقت أعراس الجزائر من (مدينة الورود) لتعمّ بعدها أجواء الفرحة كلّ ربوع الوطن وحتى في أوساط الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج التي أطلقت العنان لفرحتها التي دامت لعدّة أيّام. ومباشرة بعد انتهاء اللّقاء عبّر رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة عن سعادته بهذا التأهّل المستحقّ قائلا: (إنها نتيجة تتوّج عملا دام ثلاث سنوات كاملة، أهدي هذا التأهّل لكلّ الشعب الجزائري الذي يستحقّ أكثر من هذا وأشكر اللاّعبين والطاقم الفنّي كثيرا على هذا التأهّل الذي سيعطي دفعة جديدة لكرة القدم الجزائرية). ليال لم ينم فيها الجزائريون عرفت جميع المدن الجزائرية خلال منتصف شهر نوفمبر أفراحا لم تعرفها من قبل، حيث حوّل الجزائريون اللّيل إلى نهار وراح الجميع ينتظر اللّقاء المصيري الذي خاضه زملاء بوفرة يوم 19 نوفمبر الأخير بملعب (مصطفى تشاكر) بمدينة البليدة أمام منتخب بوركينا فاسو في إيّاب الدور الفاصل لتصفيات كاس العالم 2014. وممّا زاد الجزائريين تمسّكا بوطنهم هو العمل الدنيء الذي قام به بعض المغاربة بإنزال العلم الوطني من فوق القنصلية الجزائرية بمدينة الدار البيضاء ليلة الفاتح من نوفمبر، وقد وصف هذا العمل بالمشين، وقد استجاب الجزائريون لدعوة رفع كلّ مواطن للرّاية الوطنية، وهو ما تجلّى خلال مباراة بوركينا فاسو وحتى بعد المباراة. روراوة يجدّد ثقته في حليلوزيتش نجح روراوة في رهانه بتجديد الثقة في حليلوزيتش، حيث تمكّن المنتخب الجزائري من تحقيق أربعة انتصارات متتالية في التصفيات الإفريقية المؤهّلة إلى المونديال أمام منتخبات كلّ من البينين ذهابا وإيّابا ورواندا بملعب هذا الأخير ومالي بمدينة البليدة، ما جعل سفيان فغولي وزملاءه يتصدّرون مجموعتهم التصفوية ويخوضون مواجهة فاصلة أمام منتخب بوركينا فاسو، نائب بطل إفريقيا، فانهزم منتخب الجزائر في لقاء الذهاب بواغادوغو في شهر أكتوبر بنتيجة ثلاثة أهداف لهدفين قبل أن يرجّح الكفّة لصالحه في مباراة الإيّاب في شهر نوفمبر بميدانه المفضّل (مصطفى تشاكر) بالبليدة بفوز صغير وثمين وبهدف نظيف وقّعه المدافع المخضرم مجيد بوفرة. لتكسب بذلك الجزائر بطاقة المشاركة في نهائيات كأس العالم لكرة القدم للعام القادم 2014 للمرّة الرّابعة في تاريخها بعد دورات إسبانيا 1982، المكسيك 1986 وجنوب إفريقيا 2010. الجزائر في المجموعة الثامنة بعد التأهّل انتظر الجزائريون بفارق الصبر عملية سحب قرعة النّهائيات للتعرّف على منافسيهم في مونديال البرازيل. القرعة أوقعت الجزائر في المجموعة الثامنة رفقة بلجيكا، روسيا وكوريا الجنوبية. التأهّل إلى المونديال.. الشجرة لا تغطّي الغابة هذا التألّق على مستوى المنتخب الأوّل يجب ألا يغطّي المشاكل التي تعيشها كرة القدم في الجزائر نظرا لمعاناة الأندية المحترفة من نظام وضعت أسسه منذ 3 سنوات لكن لم يتمّ حصد ثماره بعد والدليل على ذلك العدد القليل من اللاّعبين المحلّيين في تعداد التقني البوسني حليلوزيش. وإضافة إلى العدد القليل من اللاّعبين المحلّيين في المنتخب الوطني الأوّل نسجّل إخفاقا كلّيا للنوادي الجزائرية في المنافسات القارّية، حيث خرجت أندية شبيبة بجاية ووفاق سطيف في الأدوار الأولى من دوري أبطال إفريقيا، فيما ودّع شباب بلوزداد كأس (الكاف) في الأدوار الأولى كذلك. غريب "يسوِد" تاريخ مولودية الجزائر عرف نهائي كأس الجزائر الذي جمع الجارين اتحاد الجزائر ومولودية الجزائر (1-0) حادثة تمثّل سابقة في تاريخ كرة القدم الوطنية عقب مقاطعة لاعبي ومسيّري (العميد) مراسم التتويج ورفضهم تسلّم الميداليات. وجاءت عقوبات لجنة الانضباط للاتحادية الجزائرية لكرة (الفاف) صارمة بإيقاف المسيّر عمر غريب مدى الحياة من ممارسة أيّ نشاط متعلّق بكرة القدم، إضافة إلى معاقبة المدرّب جمال منّاد بالإيقاف لمدّة سنتين، وهي نفس العقوبة التي سلّطت على الحارس فوزي شاوشي، فيما عوقب القائد رضا بابوش بالإيقاف لسنة واحدة. اتحاد العاصمة يتوّج بكأس الجزائر وكأس العرب للأندية الحدث الآخر البارز في سنة 2013 هو الثنائية (كأس الجمهورية وكأس العرب) التي أحرزها اتحاد الجزائر الذي عاش بالمناسبة أوّل تتويج دولي له بعدما تجاوز عقبات كله من تيفراغ زينة الموريتاني والبقعة الأردني والإسماعيلي المصري وأخيرا العربي الكويتي في نهائي المسابقة، حيث تعادل الفريقان سلبيا (0 - 0) بالكويت يوم 24 أفريل، وفاز الاتحاد العاصمي (3-2) بالجزائر يوم 14 ماي). يأتي هذا التتويج بعدما ضحّى اتحاد العاصمة بالمشاركة في مسابقة كأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (لكاف) قصد التفرّغ للبطولة العربية. وفاق سطيف يحتفظ بلقبه لقب بطولة الرّابطة المحترفة الأولى 2012 / 2013 كان من نصيب وفاق سطيف الذي فاز باللّقب الوطني السادس في تاريخه والثاني على التوالي منذ تأسيسه سنة 1958. مشاركة كارثية للمنتخب الوطني في كأس إفريقيا خرج المنتخب الجزائري من الدور الأوّل خلال نهائيات (كان 2013) التي جرت في دولة جنوب إفريقيا في شهري جانفي وفيفري من السنة الجارية، حيث مُني بهزيمتين أمام منتخبي تونس (صفر-1) والطوغو (صفر-2) وتعادل مع منتخب كوت ديفوار (2-2)، لكن وبخلاف ما تعوّد عليه الشارع الجزائري خاصّة والعربي بصفة عامّة فإن الجماهير لم تطالب بإقالة المدير الفنّي لمنتخب الجزائر وحيد حليلوزيتش شأنها في ذلك شأن رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم محمد روراوة الذي جدّد ثقته في المدرّب البوسني معتمدا عليه في قيادة الفريق للتأهّل إلى المونديال القادم ومبرّرا قراره بضرورة الحفاظ على استقرار المنتخب، خاصّة وأن فريق (الخضر) ظهر خلال البطولة الإفريقية بمستوى فنّي جيّد يبشّر بالخير على الرغم من إقصائه المبكّر، والذي كان بسبب (أخطاء حكّام المباريات) حسب العديد من النقّاد والملاحظين. الملاكم فليسي وصيف بطل العالم توّج الملاكم محمد فليسي بالميدالية الفضّية لفئة أقلّ من 49 كلغ في البطولة العالمية التي جرت وقائعها في كازاخستان في شهر أكتوبر الماضي. وجاء هذا التألّق ل (فليسي) بعد أربعة أشهر فقط من تتويجه بالميدالية الذهبية في دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي جرت في مدينة مرسين التركية. الملاكة الجزائرية تسرق الأضواء في دورة ميرسين سرقت الملاكمة الجزائرية الأضواء في دورة ميرسين التركية لدورة الألعاب المتوسطية عقب حصول خمسة ملاكمين على الذهب وهم محمد فليسي، عبد الحفيظ بن شبلة، عبد القادر شادي، رضا بن عزيز وإلياس عبادلي. إضافة إلى الذهبيات الخمس في رياضة الملاكة عرفت الدورة المتوسطية تتويج الجزائر بأربع ميداليات ذهبية أخرى بفضل رياضة ألعاب القوى حقّقها كلّ من ياسمينة عمراني (السباعي)، كنزة دحماني (سباق ال 10 آلاف متر)، أمينة باتيش (سباق ال 3 آلاف موانع) ورابح عبود (سباق ال 5 آلاف متر). البطل الأولمبي مخلوفي يصاب بفيروس خطير غاب بطل أولمبياد لندن 2012 في سباق ال 1500 متر العدّاء توفيق مخلوفي عن الألعاب المتوسطية مثلما غاب أيضا عن البطولة العالمية لألعاب القوى التي جرت في شهر أوت الماضي في العاصمة الروسية موسكو بسبب معاناته من مرض الاِلتهاب الكبدي بعد تعرّضه لفيروس خلال مشاركته في معسكر تحضيري بمرتفعات إثيوبيا في مطلع السنة، ما حرم الجزائر من ميدالية شبه مؤكدة في بطولة العالم في ظل الإخفاق الجماعي لباقي المتسابقين الجزائريين. مدرّجات ملعب 5 جويلية واصلت حصد روّاد الملاعب نعود إلى رياضة كرة القدم لنتحدّث عن سلبياتها ونلخّصها في الإهمال الذي طال ملاعبها، ما تسبّب في وفاة مناصرين اثنين من اتحاد العاصمة إثر انهيار جزء من مدرّجات ملعب (05 جويلية 1962) بالعاصمة بعد نهاية المباراة المحلّية أمام مولودية الجزائر يوم 21 سبتمبر الماضي، ما جعل وزارة الشباب والرياضة تقرّر غلق الملعب وإعادة تهيئته بالموازاة مع معاينة كلّ المرافق الرياضية الأخرى لتفادي كوارث مشابهة. لعنة إقالة المدرّبين تتواصل شهدت سنة 2013 إقالة العديد من المدرّبين إلى درجة أن فريق مولودية وهران أبعد من عارضته الفنّية في سنة واحدة سبعة مدرّبين، ليأخذ هذا المنحنى التصاعدي أبعادا مقلقة في بطولة الرّابطة المحترفة الأولى لكرة القدم خلال سنة 2013. حيث غادر ما لا يقلّ عن 30 مدرّبا مناصبهم في ظرف 12 شهرا، وهو رقم قياسي سلبي قد يتفاقم بتقدّم الجولات وزيادة ضغط الجماهير التي تطالب دوما بتحقيق النتائج. الأمر يبرز بأكثر حدّة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار المرحلة الأولى من موسم 2013-2014 التي انتهت السبت الماضي بإجراء الجولة ال 15، حيث تمّ الاستغناء عن خدمات 16 مدرّبا لنجد أربعة أندية فقط لا زالت تحتفظ بالمدرّب الذي بدأ الموسم مع الفريق وهي: اتحاد الحرّاش، شبيبة القبائل، أمل الأربعاء وجمعية الشلف. وإذا كان المنطق هو أن النتائج هي التي تحدّد مصير المدرّب فإن هذه القاعدة ليست مطبّقة تماما في الجزائر، فلا النتائج التقنية ولا أداء الفريق شفعت لبعض التقنيين الذين أقيلوا أو دفعوا إلى تقديم إستقالتهم. هذا الأمر ينطبق أيضا على المدرّب عبد القادر عمراني الذي دفع إلى مغادرة العارضة الفنّية لشبيبة الساورة منذ أوّل جولة لبطولة الرّابطة الأولى المحترفة رغم الفوز العريض الذي حقّقه أمام اتحاد الحرّاش (3-1). كذلك بالنّسبة للمدرّب الفرانكو-إيطالي دييغو غارزيتو الذي غادر لنفس الأسباب التي دفعت إلى إقالة سابقيه رغم أن فريقه سجّل سلسلة من النتائج الجيّدة جعلت (السنافر) يحتلّون مرتبة ثانية مشرفة. وحتى الفرنسي رولان كوربيس لم ينجُ من (المقصلة)، حيث فضّل مغادرة العارضة الفنّية لاتحاد الجزائر قبل أن تتمّ إقالته رغم أن فريقه كان بين كوكبة الصدارة دون نسيان الثنائية (كأس الجزائر والعرب) التي حقّقها نهاية الموسم الماضي. وبعد 15 جولة من البطولة هناك بعض النوادي عرفت تداول ثلاثة مدرّبين على عارضتها الفنّية وهي شباب عين الفكرون، أهلي برج بوعريريج وشبيبة الساورة. أسماء غادرتنا إلى الأبد شهدت سنة 2013 رحيل العديد من الوجوه الرياضية إلى الأبد، حيث غيّبهم الموت عنّا. من بين الأسماء التي ودّعناها إلى الأبد شيخ المدرّبين عبد الحميد كرمالي مهندس التتويج التاريخي بكأس أمم إفريقيا سنة 1990، عن عمر يناهز 82 عاما بعد معاناة مع مرض الزهايمر استمرّت لعدّة أشهر. وكان كرمالي الذي قاد الجزائر إلى التتويج بلقبها الوحيد في بطولة كأس الأمم الإفريقية خلال الدورة التي استضافتها البلاد عام 1990، أدخل المستشفى العسكري بعين النعجة في العاصمة الجزائرية في الرّابع من نوفمبر 2012. ويعدّ كرمالي أحد أفضل المدرّبين في الجزائر، فإلى جانب تدريبه للمنتخب الجزائري أشرف على تدريب عدّة أندية أشهرها مولودية الجزائر، وفاق سطيف، الاتحاد الليبي، المرسى التونسي ورأس الخيمة الإماراتي. لعب كرمالي لأندية ميلوز وكان وليّون الفرنسية في خمسينيات القرن الماضي قبل أن يقطع مسيرته الاحترافية ليختار الانضمام إلى فريق جبهة التحرير الوطني بأمر من القيادة السياسية لجبهة التحرير الوطني التي أعلنت (ثورة التحرير) ضد الاستعمار الفرنسي. بعد استقلال الجزائر عام 1962 عاد (الشيخ) ليلعب لفريق اتحاد سطيف ثمّ وفاق سطيف الذي قاده إلى التتويج بأوّل لقب لكأس الجزائر، وكان أوّل لاعب يسجّل في هذه المسابقة في مرمى حارس نادي ترجي مستغانم في النّهائي الذي جمع الفريقين عام 1963. إضافة إلى عبد الحميد كرمالي طال الموت زميله في الوفاق وفي المنتخب الوطني لونيس ماتام، حيث غادرنا في الشهر المنصرم عن عمر يناهز 71 سنة. ترك اللاّعب وراءه سجِّلا حافلا بالألقاب، حيث نال ثلاثة كؤوس: كأسان مع وفاق سطيف أمام كلّ من ترجي مستعانم ومولودية قسنطينة على التوالي وكأس مع شباب بلوزداد ضد رائد القبّة. كما سبق ل (ماتام) وأن تقمّص ألوان المنتخب الوطني الجزائري في سنوات الستينيات وسجّل هدفين في مرمى المنتخب الصيني في 9 ديسمبر 1965. يعتبر ماتام من بين اللاّعبين القلائل الذي لعبوا ضد اللؤلؤة البرازيلي بيلي عام 1965 في ملعب (أحمد زبانة) بمناسة المباراة الودّية التي جمعت بين المنتخب الوطني الجزائري وسانتوس البرازيلي.