أهم ما ميز سنة 2013 هو تأهل المنتخب الوطني لكرة القدم للمرة الرابعة في تاريخه إلى نهائيات كأس العالم والثانية على التوالي بعد مونديال جنوب إفريقيا 2010، حيث تمكن الخضر بقيادة المدرب البوسني وحيد حليلوزيتش من تخطي التصفيات الإفريقية بعد لقاء فاصل أمام منتخب بوركينافاسو، ليضمنوا التأهل إلى مونديال البرازيل عقب الفوز المحقق في لقاء العودة بتشاكر في 19 أكتوبر الفارط بهدف القائد مجيد بوڤرة، والذي عوض خسارة المنتخب في واغادوغو بهدفين لثلاثة. رغم التأهل المحقق للمونديال، إلا أن بداية السنة كانت مخيبة للخضر وحليلوزيتش بعد الإقصاء المبكر في كأس أمم إفريقيا من الدور الأول، حيث خسر المنتخب أمام تونس والطوغو، وتعادل أمام ساحل العاج، ليغادر المنافسة الإفريقية من الباب الضيق، بعد تذيله المجموعة الرابعة من كأس أمم إفريقيا، والتي توج بها منتخب نيجيريا عقب الفوز على بوركينافاسو، ثم جاء قرار الفاف بالانسحاب من تصفيات كأس إفريقيا للمحليين، بسبب رفضها اللعب أمام ليبيا في طرابلس. اتحاد العاصمة يتوج بأول كأس إقيلمية له ودائما في كرة القدم، فقد عرفت سنة 2013 تتويج اتحاد العاصمة بأول لقب خارجي له في تاريخه، حيث فاز أبناء سوسطارة بكأس الأندية العربية على حساب العربي الكويتي، ونال المدرب الفرنسي رولان كوربيس شرف الإنجاز، وهو الذي قاد المسامعية إلى تحقيق أول فوز على مولودية الجزائر في نهائي كأس الجمهروية، وتوج بالثنائية مع الاتحاد، قبل أن يترك الفريق قبل نهاية السنة الجارية، ولا ننسى أحداث نهائي كأس الجمهورية، بعد رفض لاعبي ومسؤولي مولودية الجزائر الصعود إلى المنصة الشرفية لنيل الميداليات، وهو ما تسبب في معاقبة مدرب العميد جمال مناد، وحارس الخضر السابق فوزي شاوشي، فضلا عن قائد الفريق رضا بابوش، وإبعاد نهائي لمسير الفريق عمر غريب. الوفاق يواصل سيطرته على البطولة وفي البطولة الوطنية، واصل وفاق سطيف سيطرته، وحقق اللقب للموسم الثاني على التوالي، لكن الوفاق فشل في مسابقتي كأس الجمهورية وكأس رابطة الأبطال الإفريقية وكأس الكاف بعدها، مع تسجيل خروج مبكر لجميع الأندية الجزائرية من المسابقات الإفريقية، ليتواصل الظهور المخيب لأندية البطولة في المحافل القارية. ولا يمكن ترك كرة القدم دون الحديث عن روراوة، الذي أعيد انتخابه رئيسا للفاف في مارس الفارط، بعد قطع الطريق على ترشح النجم الدولي السابق رابح ماجر، حيث بقي روراوة مرشحا وحيدا، وفاز بعهدة جديدة، فضلا عن فوزه بعهدات جديدة على مستوى المكتب التنفيذي للاتحاد العربي، الإفريقي، والدولي. كما عرفت السنة الجارية غلق ملعب 5 جويلية بعد سقوط جزء من مدراجاته، ليتقرر فيما بعد تهديم جميع مدرجاته، وإعادة بنائها من جديد، في المقابل فإن وعود الوزارة بإنهاء بناء الملاعب الجديدة لم تتجسد، حيث أكد الوزير تهمي أن ملاعب الدويرة، براقي، وهران، تيزي وزو، سطيف، لن ترى النور في القريب العاجل، على الرغم من أن الوزارة قد أكدت في 2013 ترشح الجزائر لاحتضان نهائيات كأس أمم إفريقيا لسنة 2019، بعد غياب طويل، حيث لم تحتضن الجزائر أي ”كان” منذ 1990. وعلى ذكر ”كان 1990”، فلا يمكن ذكر السنة الحالية، دون التطرق إلى رحيل شيخ المدربين الجزائريين، وصاحب التتويج الوحيد للجزائر خارجيا، وهو المدرب القدير عبد الحميد كرمالي في شهر افريل الماضي، كما عرفت السنة الحالية رحيل العديد من الأسماء منها ماتام نجم سطيف السابق، ووزير الشباب والرياضة الأسبق عبد الكريم بن محمود. بوتفليقة يجدد الثقة في تهمي، انتهاء أزمة كرة اليد، وفتح تحقيق في اتحادية الكاراتي وعلى مستوى الرياضات الجماعية، فقد عرفت سنة 2013 انفراج أزمة اتحادية كرة اليد، بعد إجبار الوزير السابق عزيز درواز على ترك منصب رسائة الاتحادية تجنبا لعقوبات الاتحاد الدولي للعبة، ليتم انتخاب سعيد بوعرفة رئيسا للاتحادية، لتعود البطولة مجددا، ويتم اختيار الجزائر لاحتضان كأس أمم إفريقيا السنة المقبلة، كما عرفت السنة أسوأ مشاركة للمنتخب الوطني لكرة اليد سيدات الذي حل في المركز 22 في بطولة العالم الأخيرة بصربيا. وانطلقت سنة 2013 بالانتخابات الخاصة بالاتحادات الوطنية الرياضية، حيث قامت وزارة الشباب والرياضة بالتدخل من أجل منع بعض الأسماء من الترشح بقوة القانون، وهو الأمر الذي أدى إلى انتقاذات واسعة ضد الوزير تهمين ورغم ذلك، فإن رئيس الجمهورية جدد الثقة فيه خلال التعديل الوزاري الأخير. ولم تنته سنة 2013، إلا على وقع أزمة في اتحادية الكاراتي، بعد اتهامات موجهة لرئيسها خيذر ايت ابراهيم، بخصوص سفرية قادة المنتخب إلى اسبانيا، حيث فتحت الوزارة تحقيق معه، دون أن تعلن نتائج التحقيق. في 2013، وميلاد اتحاديتي الفوفينام والكونغ فو نجحت رياضة الملاكمة الجزائرية في خطف الأضواء العالمية في سنة 2013 بإنجازات تاريخية، حيث حقق المنتخب الوطني للفن النبيل 5 ذهبيات في أمسية لا تنسى بمرسين في دورة ألعاب البحر المتوسط، قبل أن ينجح الملاكم محمد فليسي في تحقيق أفضل مشاركة جزائرية في بطولة العالم، حيث حقق فضية وزن 49 كغ بطولة العالم الأخيرة بكازخستان ليدخل التاريخ من بابه الواسع. ولم يتوقف التألق عند هذا الحد، حيث نجح الملاكم دحو في الحصول على بطولة العالم في الملاكمة المحترفة بمدينة أكرا الغانية ليؤكد السنة المميزة للقفاز الجزائري. وعرفت السنة الحالية ميلاد اتحادية الفوفينام فيات فودوا، والتي حلت ثالثة في بطولة العالم بباريس، كما تم إنشاء اتحادية خاصة برياضة الكونغ فو. قانون الرياضة الجديد وتعيين ماجر في أول مهمة وزارية شهدت السنة الحالية ميلاد القانون الجديد للرياضة بعد انتظار طويل، وهو القانون الذي تم الشروع في إعداده من فترة طويلة، قبل أن يصادق عليه البرلمان هذه السنة، وقد ضم القانون عقوبات تتراوح بين الغرامات والسجن في المجال الرياضي، على غرار سوء التسيير، أو العنف في الملاعب والمنشآت الرياضية. ونجحت وزارة الشباب والرياضة في استغلال الاسم الكبير رابح ماجر، وتعيينه في منصب مدير وطني للنخبة والمواهب الرياضية، حيث باشر ماجر مهمته الجديدة مؤخرا. خيبة كبيرة لألعاب القوى وتواصل تألق رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة يمكن اعتبار سنة 2013 من بين أسوأ السنوات على رياضة ألعاب القوى، فرغم تولي النجم السابق والعداء المعروف بوراس مسؤولية الاتحادية الوطنية بداية السنة، إلا أن ألعاب القوى فشلت فشلا ذريعا في التظاهرات الدولية، حيث لم تحصد أي إنجاز في بطولة العالم بروسيا، ونتائج متواضعة جدا ببطولة البحر المتوسط، فضلا عن الاختفاء الكلي للبطل الأولمبي توفيق مخلوفي الذي ابتعد عن المنافسة بسبب المرض. وعلى عكس ألعاب القوى، فإن رياضة ذوي الاحتيجات الخاصة قد نجحت في التألق، حيث أحرز منتخب كرة الجرس البطولة الإفريقية، واحتل المنتخب الوطني المرتبة التاسعة في بطولة العالم لذوي الاحتياجات الخاصة والتي أقيمت بمدينة ليون الفرنسية، شهر جويلية الفارط، برصيد 23 ميدالية 10 ذهبيات و8 فضيات و5 برونزيات. كما عرفت المشاركة تحطيم ثلاثة أرقام عالمية في رمي القرص (مرتين) ورمي الصولجان بفضل البطل العالمي الهواري بحلاز، بالإضافة إلى تحطيم خمسة أرقام إفريقية في مختلف السباقات والمسابقات. الجيدو: اعتزال بن يخلف وداد، وانطلاقة جيل جديد عرفت سنة 2013 في رياضة الجيدو تغييرات جذرية، برحيل أسماء كبيرة، وقدوم جيل جديد من المصارعين، حيث عرفت بداية السنة، قرار البطل الأولمبي عمار بن يخلف اعتزاله اللعبة، بعد كثرة الاصابات، وغيابه المتواصل عن البطولات العالمية، أبرزها أولمبياد لندن السنة الماضية، أين لم يشارك فيها بداعي الإصابة، ليتفرغ بعده بن يخلف إلى التدريب، حيث أسندت له مهمة قيادة العارضة الفنية للمنتخب الوطني. من جانبها، فضلت البطلة العالمية صوريا حداد، والسير على نهج بن يخلفن وأعلنت الاعتزال، وتولت قيادة المنتخب الوطني للشباب. وكان لرحيل العديد من الأسماء اللامعة أثر واضح على النتائج التي حققها الجيدو هذه السنة، حيث سجلت الجزائر نتائج جد متواضعة في بطولة العالم الأخيرة بالبرازيل، وهو ما يؤكد أن الجيدو الجزائري مقبل على مرحلة جديدة، من الضروري التحلي بالصبر من أجل حصد النتائج، وتالق منتخب الأواسط في البطولة الإفريقية يدعو إلى التفاؤل. وبعيدا عن الرياضيين، فقد شهدت اتحادية الجيدو الوطنية مشاكل داخلية، بدأت في الظهور للعلن شهر نوفمبر الماضي، بعد شكوى قدمه رؤساء رابطات ضد رئيس الاتحادية مسعود ماتي، والذي سعى إلى اعادة ترتيب الهيكل النظامي للرباطات، وإنشاء رابطات جديدة للعبة.