قال كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي عباس عراقجي إن المفاوضات التي تجرى على مستوى الخبراء بين طهران وممثلي مجموعة الدول الست الكبرى في جنيف حققت (تقدما)، بينما تحدثت الولاياتالمتحدة وبريطانيا عن إعلان وشيك بشأن تطبيق الاتفاق بين إيران والقوى الكبرى. وقال عراقجي في تصريحات لوكالة إيرنا الإيرانية الرسمية إن المفاوضات بين خبراء من إيران ومجموعة 5+1 الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا) تواصلت طوال الليل و(أحرز الطرفان تقدما جيدا). وأشار إلى أن الخبراء (سيسلمون خلاصاتهم إلى نواب الوزراء والمديرين السياسيين لأنه ما زالت هناك مسائل يجب تسويتها على الصعيد السياسي). عراقجي الذي أعلن أن (الخبراء أنهوا عملهم) أضاف أنه سيعقد (على الأرجح لقاء الأسبوع المقبل مع أولغا شميت)) مساعدة مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، التي تمثل مجموعة (5+1) في المفاوضات. وبمقتضى الاتفاق النووي الذي أبرم في جنيف، تعهدت إيران بالحد من إنتاج اليورانيوم لمدة ستة أشهر وتجميد تطوير مواقع فوردو ونطنز وأراك، مقابل تخفيف جزئي للعقوبات الغربية المفروضة على طهران والتي تخنق الاقتصاد. وبحسب تصريحات لحميد بعيدي نجاد الذي يقود فريق المفاوضين الفنيين الإيرانيين، فإن تطبيق اتفاق جنيف يفترض أن يبدأ أواخر جانفي الجاري، مضيفا أنه "ما زال على المسؤولين السياسيين" لدى الطرفين الموافقة على الموعد المحدد. من جانبه، قال مايكل مان المتحدث باسم آشتون إن الخبراء سيعودون إلى عواصمهم لإبلاغ المسؤولين بنتائج المحادثات، مشيرا إلى أن الاتصالات ستتواصل (لوضع اللمسات الأخيرة على تفاهم مشترك للتنفيذ). وفي واشنطن قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية ماري هارف إن تقدما أحرز في المحادثات وإن الجانبين "يتوقعان وضع اللمسات الأخيرة على خطة التنفيذ قريبا"، بينما قال مسؤول كبير بالإدارة الأميركية إن التوصل إلى اتفاق بات وشيكا. وفي لندن، قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية إن تقدما جيدا أحرز في المحادثات الأخيرة بجنيف، لكن بعض القضايا لا تزال دون حل، وأضافت "هدفنا هو وضع الاتفاق موضع التنفيذ في أقرب وقت ممكن". والاجتماع الذي عقد في جنيف هو الثالث منذ توقيع الاتفاق المرحلي بين إيران والقوى الست الكبرى يوم 24 نوفمبر الماضي. وخلال الاجتماع الذي استغرق قرابة 23 ساعة، سعى المشاركون فيه مجددا للاتفاق على ما يتعين على إيران القيام به للوفاء بالتزاماتها بوقف بعض أنشطة تخصيب اليورانيوم والكيفية التي ستخفف بها الحكومات الغربية العقوبات في المقابل. وبدأ الخبراء العمل يوم 9 ديسمبر المنصرم، لكن إيران أوقفت المحادثات احتجاجا على إدراج الولاياتالمتحدة 19 اسما جديدا من الأفراد والشركات من إيران على قائمة سوداء لتطبق عليهم العقوبات القائمة، وهو ما اعتبره مسؤولون إيرانيون يتنافى مع روح الاتفاق، لكن مسؤولين أميركيين قالوا إن ذلك لا يخالفه.