كلّفت الحكومة الفرنسية زعيما سابقا لمتمرّدين طوارق بمهمّة التفاوض مع إرهابيي تنظيم الجماعة السلفية للدّعوة والقتال الذي يسمّي نفسه »القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي« بهدف الإفراج عن سبع رهائن محتجزين في منطقة صحراوية شمال مالي، وإياد غالي مقرّب سابق من إبراهيم آغ باهانغا القائد العسكري للمتمرّدين ضد حكومة مالي لكنه رضخ في الأخير ل »هدنة« بوساطة جزائرية. وأعلنت جهات فرنسية أن إياد آغ غالي قائد سابق في حركة الطوارق المتمرّدة في مالي، وصل مساء السبت إلى غاو (شمال شرق مالي) للمشاركة في المفاوضات الرّامية إلى الإفراج عن سبع رهائن تحتجزهم »القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي«. وحسب عدد من شهود العيان في اتّصال مع وكالة »فرانس برس«، فإن إياد آغ غالي، وهو بالزي التقليدي، نزل من طائرة آتية من باماكو، وفور وصوله إلى غاو (1200 كلم شمال شرق باماكو)، استقلّ الوسيط سيّارة رباعية الدّفع في اتجاه شمال مالي نحو تيميترين، كما أضافت المصادر نفسها. وإياد آغ غالي هو شخصية تتمتّع بنفوذ كبير في شمال مالي، ويحمل تفويضا من الحكومة المالية للمشاركة في هذه المفاوضات. وكان الوسيط المالي أرسل إلى الخاطفين أحد المقرّبين منه، والذي تمكّن من رؤية المخطوفين قبل النّشر الرّسمي لأدلّة تثبت أنهم أحياء. وسيكون هدف الوسيط من حركة الطوارق في هذه المرحلة العودة بكلّ أو بجزء من المطالب التي يضعها الخاطفون. وتأتي هذه الأحداث إثر إعلان مصدر رئاسي في مالي أن الحكومة الفرنسية طلبت مساعدة مالي في الإفراج عن الرّهائن السبع، من بينهم خمسة فرنسيين، وأكّد مصدر في رئاسة مالي أن »فرنسا طلبت رسميا مساعدة مالي للإفراج عن الرهائن«. ويفترض أن تتمثّل مساعدة مالي، عبر وسطاء، في تسهيل المفاوضات المحتملة القادمة بين فرنسا والخاطفين، وتمّ هذا الطلب غداة بثّ التنظيم الإرهابي صور الرّهائن السبع مرفقة برسالة صوتية أكّد فيها الرّهائن هوياتهم، وأن التنظيم خطفهم ويحتجزهم، وظهروا في صورة جالسين على أرض رملية ينتصب خلفهم مسلّحون ملثّمون. من جانبه، أعرب رئيس مالي أمادو توماني توري في مقابلة مع صحيفة »ليبيراسيون« الفرنسية، عن أسفه لنقص التعاون الإقليمي في منطقة الساحل لمكافحة تنظيم القاعدة، وشدّد على أن »قوّات الإرهابيين الحاليين ليست في مستوى يفوق إمكاناتنا، إذ يجب وضع مخطّط إقليمي«، وأضاف: »أكرّر أن بلادي رهينة وضحّية، هؤلاء النّاس (عناصر القاعدة) ليسوا ماليين، لقد قدموا من المغرب العربي بأفكار لا نعرفها«. وحول هجمات جيش مالي على تنظيم القاعدة، قال الرئيس: »نحن نوافق على أن تأتي دول الجوار عندنا، إذا كان بإمكاننا الذهاب عندها«، واعتبر أنه في المعركة ضد المجموعات الإرهابية يجب أن يبقى دور فرنسا المواكبة والدّعم على المستوى المادي، وحول عملية عسكرية محتملة لفرنسا قال إن بلاده »تدرس كافّة الطلبات«، مضيفا: »لكن يتعيّن على فرنسا أن تصغي إلينا«.