قالت مجلة (الأيكونوميست) البريطانية، إن دولة جنوب السودان الوليدة تدمر نفسها من الداخل، مشيرة إلى أن آفاق الخروج من الأزمة الراهنة لا تزال معتمة على الرغم من الجهود الحثيثة التي تبذلها دول الجوار في هذا الصدد. وأضافت المجلة - في تعليق على موقعها الإلكتروني - أن الذي بدأ صراعا سياسيا على السلطة داخل (الحركة الشعبية لتحرير السودان) الحاكمة سرعان ما اصطبغ بالصبغة العرقية واضعا أكبر قبيلتين في البلاد في مواجهة إحداهما الأخرى - الدنكا التي ينتمي إليها الرئيس سيلفا كير في مقابل النوير التي ينحدر منها نائبه السابق رياك ماشار. ورصدت المجلة تعقد هذه الصبغة العرقية في الأوساط رفيعة المستوى، حيث لا يزال وزير الخارجية برنابا ماريال بنيامين -وهو نويري- مواليا للرئيس كير، فيما أعلنت ريبيكا قرنق أرملة جون قرنق مؤسس الحركة الشعبية لتحرير السودان -من الدنكا- تفضيلها لماشار على كير. أما على الأرض، فإن الواقع يشهد صراعا قبليا وحشيا تاركا البلاد على أعتاب تطهير عرقي، بحسب المجلة التي أشارت إلى انتشار عمليات القتل الانتقامية في أرجاء أحدث دولة في العالم ما دفع أكثر من 180 ألف إلى النزوح من ديارهم حيث قصد عشرات الآلاف منهم ولاية البحيرات شمال غربي العاصمة جوبا، فيما قصد آخرون قواعد الأممالمتحدة.