حضر رئيس جنوب السودان سالفا كير ونائبه السابق رياك مشار زعيم حركة التمرد التي تتواجه مع الجيش الحكومي منذ منتصف ديسمبر في الدولة الفتية، أمس، وفديهما لإجراء محادثات سلام برعاية دول المنطقة على الرغم من استمرار المعارك على الأرض، لكن الوفدين لم يصلا بعد إلى أديس أبابا فيما كان ينتظر قدومهما إلى العاصمة الإثيوبية منذ أمس. وقال المتحدث باسم المتمردين موزيس رواي "إننا جاهزون" لكن "وفدنا لم يصل بعد إلى أديس أبابا"، مضيفا أن الفريق ينتظر طائرة تابعة ل"ايغاد" (السلطة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا) المنظمة الإقليمية الراعية للمحادثات لتقلهم". وأوضح المتحدث أن أرملة جون قرنق زعيم حركة التمرد الجنوبية الانفصالية أثناء الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب، ريبيكا قرنق، التي تحظى بالاحترام وتتزعم قبيلة الدينكا، والمفترض أن تكون في عداد الوفد، سيحل مكانها نجلها مابيور قرنق. وأكد المتحدث باسم حكومة جنوب السودان مايكل ماكوي من جهته أن أي وفد حكومي لم ينطلق بعد إذ أن الرئيس كير لم يعلن بعد تشكيلة فريقه. من جهة أخرى، شددت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في عددها الصادر أمس، على ضرورة التوصل لحل سياسي عاجل للأزمة المحتدمة في جنوب السودان. وقالت "إن التدخل الأجنبي في الصراع الدائر في جنوب السودان قد يؤدي إلى تفاقم الأمور.. لافتة إلى أن الأمر الضروري فعلا يتمثل في الضغط على جانبي الصراع هناك لإجبارهما على سحب قواتهما وبدء مفاوضات للتوصل لتسوية سياسية للنزاع". وأشارت الصحيفة في تقرير لها أوردته على موقعها الإلكتروني أمس، إلى أنه من الضروري أن يركز الفرقاء في جنوب السودان على الانتخابات المقرر إجراؤها في عام 2015، وليس على الاقتتال في ميدان المعركة.. مشيرة إلى أنه في غياب مثل هذا المبدأ، قد تنزلق جنوب السودان في صراع طائفي لا يحمد عقباه. ولفتت الصحيفة الأمريكية، إلى أنه منذ عامين، مثلت دولة جنوب السودان الوليدة نجاحًا نادرًا للسياسة الخارجية للرئيس الأمريكي باراك أوباما، بعد أن قرر أوباما أن يتصدر القيادة في حل الأزمة حينذاك. فعندما تعرض الاتفاق - الذي يمهد الطريق أمام مسيحيي الجنوب للانفصال عن السودان ذات القيادة المسلمة - للتهديد بالفشل، عين الرئيس أوباما اثنين من مبعوثيه الخاصين، وحضر بنفسه اجتماعات الأممالمتحدة حول السودان، كما أرسل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لوضع خارطة طريق مفصلة لقادة السودان.