أكد مسؤول في البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أصدر مذكرة الجمعة أعلن فيها استعداد بلاده لتزويد دولة جنوب السودان بالأسلحة، في خطوة نحو مزيد من تطبيع علاقات الولاياتالمتحدة مع أحدث دولة أفريقية. وقال أوباما -في توجيه لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون- إنه سيسمح للولايات المتحدة بتقديم مواد وخدمات دفاعية إلى جنوب السودان لأن القيام بذلك "سيعزز أمن الولاياتالمتحدة ويدعم السلام العالمي". وأوضحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند أن الولاياتالمتحدة ودولة جنوب السودان تناقشان معايير العلاقات الدفاعية المستقبلية، وأضافت للصحفيين "كنا منفتحين منذ البداية وحتى قبل إعلان الدولة (جنوب السودان) على المحادثات التي رغبوا في إجرائها معنا حول كيفية تأمين حدودهم والدفاع عن أنفسهم في المستقبل". وأضافت أن "هذه المحادثات مستمرة، لست على علم بأننا وصلنا إلى أي نتائج حول ما الذي قد يحتاجونه وما الذي نستطيع أن نقدمه". وأعلن جنوب السودان رسميا استقلاله عن السودان في جوان الماضي بموجب اتفاق سلام أبرم عام 2005، وعملت الولاياتالمتحدة على تحرير الدولة الوليدة من العقوبات الاقتصادية والسياسية المفروضة أصلا على حكومة الخرطوم. من جانب آخر، قال مسؤول محلي في مدينة جوبا إن نحو ثلاثة آلاف شخص يرجح أن يكونوا قد قتلوا في الاشتباكات القبلية التي شهدتها منطقة البيبور في ولاية جونغلي جنوب السودان الأسبوع الماضي. وأفاد صحفيون بأن الأوضاع هدأت، وأن السكان بدؤوا في العودة إلى منطقتهم بعد نشر حكومة الجنوب عناصر من الجيش والشرطة. وفي هذا السياق، قالت منظمة الأممالمتحدة إنها تحاول الوصول إلى نحو 60 ألف نازح فروا من ديارهم بسبب العنف القبلي في منطقة نائية بجنوب السودان، ويحتاجون إلى إغاثة عاجلة من الطعام والمأوى والمساعدات الطبية. واندلع القتال الأسبوع الماضي بين قبيلة النوير وقبيلة المورلي المنافسة، وهاجم نحو 6000 من أعضاء النوير المسلحين بلدة بيبور في ولاية جونغلي المتاخمة للسودان يوم الاثنين. وأكدت مصادر في الأممالمتحدة أن القتال توقف تقريبا بعد أن تمكن الجيش من السيطرة على بيبور، لكن 60 ألف شخص يختبئون في الأدغال أو يحاولون العودة إلى قراهم. وقال وزير الإعلام في جنوب السودان برنابا ماريال بنجامين إن عدد الضحايا لم يعرف بعد، لأن المسؤولين وعمال الإغاثة لم يصلوا بعد إلى كل المناطق التي شهدت الصراع. وأضاف "حتى الآن لدينا نحو 20 قتيلا، لكن لا يمكننا الحصر على وجه اليقين لأننا ما زلنا في حاجة إلى تقييم الموقف على الأرض أولا"، وأضاف أن نحو 160 شخصا أصيبوا ويعالجون في مستشفيات بالعاصمة جوبا. ومن جانبها، أكدت منسقة الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في جنوب السودان ليز غراند لرويترز أن المنظمة تقوم بكل ما يمكنها من أجل الوصول إلى هؤلاء النازحين. وأضافت أن عملهم مركز في خمسة مواقع، أربعة منها لا يمكن الوصول إليها إلا من الجو، وثلاثة منها أحرقت تماما. وأكدت منظمة أطباء بلا حدود -وهي منظمة الإغاثة الوحيدة العاملة في المنطقة- أنها علقت أعمالها هناك بعد تعرض اثنتين من عياداتها لأضرار بسبب القتال.