أضحى دخول الأطفال عالم الانترنات وفضاءاته الشاسعة خطرا عليهم بسبب جهلهم بما تخفيه الشبكة العنكبوتية من أسرار وأخطار، وكذا جهل الأولياء استعمال الانترنات، في الوقت الذي نشت فيه صداقة حميمة بين الأطفال والكمبيوتر. اقتربنا من بعض الآباء وحاولنا معرفة وجهة نظرهم حيال هذا الأمر،علما أن الدول المتقدمة تفطنت إلى الخطر القادم من الأنترنات ودقت ناقوس الخطر فسارعت في حماية أبنائها من المواقع الإباحية والتحرشات خشية وقوع أبنائهم ضحايا في أيادي تجار الجنس. ويدخل الطفل إلى هذه المواقع الإباحية والعنيفة دون رقابة وبحرية تامة، حيث تؤكد الإحصائيات أن 90 بالمائة من المراهقين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 12 إلى 18 سنة يدخلون هذه المواقع الإباحية، في حين أن 85 بالمائة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 8 إلى 15 سنة يدخلون مواقع الألعاب العنيفة حيث لا تخلو المشاهدة من مختلف الأسلحة النارية والسيوف القاطعة والدماء وغيرها من المشاهد المخيفة لا يجب أن يشاهدها الطفل المراهق. "سهام" امرأة متزوجة ولديها ابنان، احدهما يبلغ من العمر 10 سنوات، في حين الآخر يبلغ من العمر 13 سنة، تؤكد أنها لم تكن في البداية تولي أهمية للمخاطر القادمة من الجهاز الذي قامت بشرائه لأبنيها ،إذ تركته لهما في غرفتهما، يتصرفان فيه كما يشاءان دون رقابة وبحرية مطلقة، حيث لم تمانع لما طلب ابنها الأكبر اقتناء جهاز كمبيوتر لغرض الدراسة، إلا أنها لاحظت وبعد أكثر من شهرين من شرائه تغير تصرفات ابنها الذي أصبح مضطربا وشارد الذهن، ولما اسستفسرت الأمر لدى صديقتها، أدركت أنها ما أدمنت عليه خطأ بشرائها الكمبيوتر لهما، حيث أخذتها إلى احد نوادي الانترنات القريب من منزلها وهناك توغلت في عالم المواقع الإباحية بكل سهولة ولما شاهدت السيدة "سهام" ذلك أدركت أن ابنها كان يدخل هذه المواقع مما جعلها تفرض الرقابة عليه. في حين أكد "مراد" وهو أب لطفل واحد يبلغ من العمر 12 سنة أن ابنه مدمن على الأنترنات إلى درجة كبيرة، وهو ما سبب له خوفا وقلقا دائمين، خوفا من أن يدخل ابنه إلى تلك المواقع الإباحية أو الأفلام العنيفة خاصة وانه لا يستطيع أن يمنعه من استعمال الكمبيوتر الذي أكد انه اشتراه له بعد إلحاح كبير من أبنه الوحيد قصد الدراسة. وأمام هذا وذاك فان الآباء بحاجة ماسة لمن يأخذ بيدهم التوعية بشأن كيفية الحديث عن المزايا والعيوب التي يمكن الاطلاع عليها عبر الشبكة العنكبوتية وبالتالي حماية فالذات أكبادهم من الدخول في عالم لا مخرج له.