يعد دخول الأطفال عالم الأنترنت وفضاءاته الشاسعة خطرا عليهم بسبب جهلهم بما تخفيه الشبكة العنكبوتية من أسرار وأخطار، وكذا جهل الأولياء باستعمال الأنترنت، في الوقت الذي نشأت فيه صداقة حميمة بين الأطفال والكمبيوتر، وفي هذا الاستطلاع اقتربنا من بعض الآباء وحاولنا معرفة وجهة نظرهم حيال هذا الأمر، علما أن الدول المتقدمة تفطنت إلى الخطر القادم من الشبكة المعلوماتية، ودقت نواقيس الخطر للمسارعة في حماية الأبناء من المواقع الإباحية والتحرشات خشية وقوع أبنائهم ضحايا في أيادي تجار الجنس، ويدخل الطفل الى هذه المواقع الإباحية والعنيفة دون رقابة وبمطلق الحرية، وتؤكد الإحصائيات أن 90 بالمئة من المراهقين الذي تتراوح أعمارهم بين 12 و18 سنة يدخلون هذه المواقع، في حين يدخل 80 بالمئة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و14 سنة مواقع الألعاب العنيفة، حيث لا تخلو المشاهد من مختلف الأسلحة النارية والسيوف القاطعة والدماء المراقة، والبطل من يستطيع سفك أكبر حجم من الدماء. "عمر" تاجر يتابع كل كبيرة وصغيرة في حياة ولديه، جهله باستعمال الانترنت لم يمنعه من معرفة كل حركة يقوم بها أبناؤه، حيث علّمته تجربته في الحياة كيف يتصرف مع أبنائه كصديق حميم، كونه يعرف أنهم يدخلون غرف الدردشة ويتحدثون إلى أشخاص من مختلف البلدان، فنبههم إلى أن كل الأشخاص الذين يتحدثون معهم غرباء دخلوا منازلنا ويجب التعامل معهم بحذر، وشجع أبناءه الذكور وحتى الاناث على أن يطلعوه على بعض ما جاء في دردشتهم، وحاول بخبرته كأب أن يكتشف النوايا الحقيقية للمتحدثين، وبعدها تبدأ عملية فصل بعض الاشخاص من القائمة، أما "سهام" وهي معلمة فتقول إنها لم تكن تولي في البداية أهمية للمخاطر القادمة من الجهاز الذي تربع في غرفة ابنها، ولم تمانع لما طلب منها اقتناء جهاز كمبيوتر ليساعده في الدراسة، إلا أنها لاحظت أنه أصبح مضطربا وشارد الذهن، ولما استفسرت لدى صديقتها أدركت أنها أشعلت النار في بيتها، حيث اصطحبتها إلى أحد نوادي الأنترنت ولم تكن على دراية بكيفية استخدام جهاز الكمبيوتر، وبذلك توغلت في عالم المواقع الإباحية بكل سهولة، واكتفت بالنظر فقط، وهناك أدركت تمام الإدراك أن ابنها كان يدخل هذه المواقع، مما جعلها تفرض رقابة عليه، لكن الأمر ليس باليسير لحمايته، وهو ما ذهب إليه "فؤاد" موظف أبدى تأسفه لعدم معرفته بكيفية التعامل مع الأنترنت، خصوصا أن أبناءه أصبحوا مدمنين على الكمبيوتر، ولا يغادرون الشاشة إلا للنوم، وهو ما سبب لديه خوفا وقلقا دائمين، لذا فإن الآباء في حاجة لمن يأخذ بيدهم بالتوعية والتحسيس بشأن كيفية الحديث عن المزايا والعيوب التي يمكن الاطلاع عليها عبر الشبكة العنكبوتية، وبالتالي حماية فلذات أكبادهم.