تشهد الجزائر قفزة نوعية كبيرة في مجال مكافحة محو الأمية وهذا يظهر من خلال الإحصائيات التي عرضها الديوان الوطني لتعليم الكبار ومحو الأمية بمناسبة احتفال الجزائر باليوم العربي لمحو الأمية، و هذا ما يعكسه أيضا وبشكل واضح وجلي الواقع من خلال تضاعف الإقبال على التسجيل في هذه الأقسام سنة بعد أخرى. عرفت العديد من بلديات العاصمة على غرار باقي مناطق الوطن نشاطات متعددة تزامنا مع إحياء اليوم العربي لمحو الأمية، فعلى مستوى بلدية القصبة نظمت معارض ومسابقات مختلفة لفائدة المنتسبين لأقسام محو الأمية، حيث شهدت العديد من المعارض لأعمال المنتمين لأقسام محو الأمية قصد عرضها على عيون الزائرين لذلك المعرض، ومسابقات علمية وثقافية بينهم وتكريم الفائزين منهم و حتى المنتسبين الآخرين للمدارس. وللإشارة فإن هذه النشاطات لا تزال مستمرة على طول هذا الأسبوع بهدف تعريف المواطنين بنسبة الإقبال الكبيرة التي يعرفها نظام محو الأمية بالجزائر، على الرغم أن هذا الإقبال يختلف من منطقة لأخرى، ففي العاصمة مثلا، يكون الإقبال أكثر في الوسط بالمقارنة مع الغرب والشرق، كما أن فئة الإناث تعتبر أكبر فئة مقبلة على التسجيل ومتابعة هذه الدروس بالمقارنة مع فئة الذكور.. فالدولة الجزائرية تقود معركة كبيرة ضد آفة الأمية التي تعصف بالمجتمع الجزائري، والتي تعتبر أثقل تركة خلفها الاستعمار الفرنسي بالجزائر، ونتيجة المعركة تبينها إحصائيات انخفاض نسبة الأمية، فلقد تهافتت فئة كبيرة من هؤلاء على دروس محو الأمية التي تقدمها مختلف الجمعيات الفاعلة، كرابطة القلم وجمعية اقرأ، بالإضافة إلى الشريك الرئيسي وهو الديوان الوطني لمحو الأمية وتعليم الكبار، وهذا ما سمح لفئة كبيرة من المجتمع بالخروج من دائرة الجهل وتتبع سبيل العلم، بل أن البعض منهم وصل إلى مستويات كبيرة وواصل تعليمه في مستويات عليا.. وفي هذا الصدد تهدف الدولة الجزائرية إلى بلوغ الأهداف المسطرة لإستراتيجية محو الأمية، والتي أقرها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة خلال 23 جانفي 2007م، فقد قدرت نسبة الأمية حسب الديوان الوطني لمحو الأمية وتعليم الكبار لسنة 2013م بعدما كانت 22.1 بالمائة، انخفضت إلى 16.30%، وأحصي 599.546 دارس خلال هذا الدخول المدرسي 2013م/2014م، من بينهم 311 907 دارس في المستوى الأول و 287 639 دارس في المستوى الثاني. كما ستعرف هذه السنة إعطاء إشارة الانطلاقة للشروع في إنجاز البطاقة الوطنية للمتحررين من الأمية وإنشاء البرمجيات والموقع الإلكتروني التفاعلي الإعلامي والتواصلي للديوان وملحقاته وبناء بنوك المعطيات لتطوير الأداء بما فيه التسيير خاصة التسيير المالي والمادي والموارد البشرية تبعا لتعليمات وزير التربية المتعلقة بالعمل على تحسين وتفعيل الخدمة العمومية وترقية الاتصال المؤسساتي.