تنتظر أزيد من 30 عائلة تقيم في أقبية العمارات الكائنة بشارع (زوج عيون) ببلدية القصبة التدخّل العاجل للسلطات المحلّية والولائية لترحيلها ضمن الكوطة المبرمجة نهاية شهر فيفري المقبل وانتشالها من الأزمة التي تتخبّط فيها تلك العائلات التي تصارع جحيم الضيق وعدم توفّر أدنى ضروريات العيش الكريم. أعرب هؤلاء السكان في حديثهم مع (أخبار اليوم) عن استيائهم وغضبهم من الوضعية الكارثية التي يعيشون فيها ومن عدم مبالاة السلطات الولائية بمشكلتهم التي طال أمدها، مؤكّدين لنا أنهم ضاقوا ذرعا بالوعود الكاذبة التي يتلقّونها في كلّ مناسبة، والتي لم تجسّد على أرض الواقع إلى حد الآن، في حين وضعيتهم تزداد سوءا يوما بعد يوم خاصّة بعدما أصبح شبح الانهيار يهدّدهم، مؤكّدين أنه في أيّ لحظة حياتهم معرّضة للخطر، لذا لم يتبقّ أمام صبرهم هذا سوى الخروج عن الصمت والقيام بالتنديد والاحتجاج والخروج إلى الشارع في حال عدم استجابة السلطات الوصية لانشغالاتهم أو في حال إقصائهم من الاستفادة خلال الشهر المذكور حسبهم ، سيّما وأن معاناتهم تتضاعف بصفة يومية نتيجة الوضع الذي يتخبّطون فيه بسبب تصدّع الأسقف والجدران المتمثّلة في الصفائح، كما لا تعرف بيوتهم التهوية على الإطلاق. ويضيف هؤلاء أن ما يزيد الطين بلة هو تردّي وضعهم أكثر في فصل الشتاء، حيث لم يعد باستطاعتهم تحمّل المزيد من تلك المعاناة التي نخرت نفسيتهم وأجسادهم، حيث أوضحوا أن ظروف العيش لا تطاق خاصّة في فصل الشتاء أثناء تساقط الأمطار، ممّا ينجرّ عنه تسرّب المياه إلى داخل البيوت التي ألحقت بهم أضرارا بليغة، ناهيك عن ارتفاع نسبة الرطوبة التي أدّت إلى إصابة بعض القاطنين في ذات الأقبية بالحساسية المفرطة وضيق التنفس والربو وغيرها من الأمراض المزمنة التي أصبحت هاجسهم طالما أنهم لا يزالون مقيمين في هذه القبور المظلمة. ونفس الكوارث والأوضاع المزرية تعيشها تلك العائلات في فصل الصيف، حيث تنتشر الأوساخ والروائح والحشرات الضارّة كالبعوض والجرذان، فضلا عن درجة الحرارة المرتفعة المنبعثة من الصفائح، وهو ما يشكّل خطرا حقيقيا على صحّتهم. واستنكر بعض المواطنين سياسة التهميش المنتهجة من طرف السلطات المحلّية التي لا تعير انشغالاتهم أدنى اهتمام رغم رفع استغاثتهم في العديد من المرّات جرّاء الوضع الكارثي الذي لا يتحمّله بشر حسبهم ، قائلين في الصدد ذاته (إنهم معذّبون فوق الأرض)، وأنهم دفعوا نصف حياتهم في البؤس والأوضاع المهينة داخل تلك السكنات أو بالأحرى الجحور على حد تعبيرهم ، والتي وقفت عليها اللّجنة الاجتماعية في أكثر من مناسبة خصوصا بعد تعرّض أيّ بناية لانهيارات جزئية، حيث تقوم هذه الأخيرة بإحصاء قائمة أسماء العائلات المقيمة هناك ويؤكّدون أن السكنات في تدهور مستمرّ ولابد من الاستفادة من سكنات جديدة في أقرب الآجال، وهذا بعد تسجيل تقارير بالحوادث المتعاقبة بالحي وبنايات البلدية ككلّ. وعليه تترقّب وتأمل تلك العائلات بشغف كبير ترحيلها إلى سكنات لائقة بعد الوعود الأخيرة من طرف الوالي المنتدب والسلطات المحلّية.