رغم عمليات الترحيل الأخيرة التي مست مختلف السكنات الهشة بالعاصمة، لازالت العائلات تتخذ الأسطح وأقبية العمارات مأوى لها والبالغ عددها أزيد من 400 عائلة ببلدية باب الوادي، إلى حين أن تقوم السلطات المحلية بالإفراج عنها بسكنات اجتماعية تنهي معاناتهم مع حياة الذل وتنتشلهم من تلك الوضعية المزرية التي يعيشونها منذ حوالي 40 سنة، لاسيما بعد الوعود التي قطعتها السلطات المحلية والتي بقيت حبيسة الأدراج إلى يومنا هذا· وقد أعرب هؤلاء السكان عن استيائهم من الوضعية المزرية التي يعيشون فيها يصارعون المخاطر التي تهدد حياتهم في أي لحظة، وأكد ممثل السكان أن معاناتهم تتضاعف بصفة يومية نتيجة الأوضاع المأساوية التي يتخبطون فيها بسبب تصدع الأسقف والجدران المتمثلة في الصفائح، كما أبدى هؤلاء امتعاضهم من سياسة التجاهل واللامبالاة من طرف الجهات الوصية اتجاه انشغالاتهم، وأضاف أنه بالرغم من أنهم قاموا بإيداع ملفات السكن على مستوى بلدية باب الوادي منذ سنوات خلت إلا أنها لم تلق أي صدى إلى غاية كتابة هذه الأسطر· وأضاف هؤلاء الذين رفعوا شكاويهم إلى السلطات المعنية أنه لم يعد في مقدورهم تحمل المزيد من تلك المعاناة، حيث أوضحوا أن ظروف العيش لا تطاق خاصة في فصل الشتاء أثناء تساقط الأمطار مما ينجر عنها تسرب المياه إلى داخل البيوت لاسيما في الآونة الأخيرة التي ألحقت بهم أضرارا بليغة، ناهيك عن ارتفاع نسبة الرطوبة التي أدت إلى إصابة بعض السكان بالحساسية وضيق التنفس، والربو وغيرها من الأمراض المزمنة التي أصبحت هاجس هؤلاء طالما أنهم لا يزالون مقيمين بهذه الأقبية والعمارات، ونفس الكوارث والأوضاع المزرية تعيشها تلك العائلات في فصل الصيف، حيث تنتشر الأوساخ والروائح والبعوض والجرذان، ناهيك عن درجة الحرارة المرتفعة المنبعثة من الصفائح وهو ما يشكل خطرا حقيقيا على صحتهم، وندد بعض المواطنين بمظاهر التهميش التي يتعرضون لها من طرف السلطات المحلية التي ضربت طلباتهم عرض الحائط، مؤكدين أن هذه الأخيرة اكتفت بتقديم وعود زائفة لا أساس لها من الصحة· وفي الصدد ذاته قال محدثنا إنه تم تنصيب لجنة خلال السنتين الأخيرتين قامت بإحصاء هذه البيوت التي وصل عددها إلى أكثر من 400 بيت وبعد معاينتها للأكواخ، أكدوا أن سكناتهم وصلت إلى درجة متقدمة من التدهور والهشاشة ولهم الأولوية في الاستفادة من سكنات جديدة في أقرب الآجال· وأضاف هؤلاء أنهم توجهوا في العديد من المناسبات إلى مقر بلدية باب الوادي من أجل الاستفسار عن الأمر، وأكد لهم مسؤول بالبلدية أن وضعيتهم محل دراسة وهناك مشروع لترحيل هذه العائلات إلى سكنات اجتماعية جديدة، ولكن السكان سئموا من سماع الوعود دون تحديد موعد الترحيل مما جعلهم يتخبطون إلى اليوم في مشاكل ومعاناة يومية لا تعد ولاتحصى خصوصا بعد تقاسمها المكان مع مختلف الحيوانات الضارة على غرار الجرذان والفئران، ناهيك عن انتشار البعوض والذباب وغيرها من الحشرات المؤذية مما نغص عليهم راحتهم وحرمهم من النوم، فضلا عن انتشار مختلف الأمراض من الربو والطفح الجلدي وغيرها من التعقيدات الصحية والنفسية· وأمام هذه المعاناة اليومية يرفع هؤلاء السكان استغاثتهم للسلطات المحلية والعليا في البلاد انتشالهم من حياة الذل والمهانة بترحيلهم إلى سكنات لائقة·