لا تزال أزيد من 450 عائلة اتخذت سطوح وأقبية العمارات مأوى لها ببلدية باب الوادي تنتظر الفرج من طرف السلطات المحلية قصد الظفر بسكنات اجتماعية لائقة في أقرب وقت ممكن و انتشالهم من هذه الوضعية المزرية التي يعيشونها منذ حوالي 30 سنة ، في ظل تبدد الوعود التي قطعا لهم المسؤولون المحليون بالمنطقة . السكان في حديثهم مع "المستقبل"،أكدوا أنهم عازمون على الاحتجاج والخروج إلى الشارع في حال عدم استجابة السلطات الوصية لانشغالاتهم التي يعد منطقية خاصة وأن معاناتهم تتضاعف بصفة يومية نتيجة الأوضاع المزرية التي يتخبطون فيها بسبب تصدع الأسقف والجدران المتمثلة في الصفائح ، معربين في الوقت ذاته عن استيائهم للوضعية التي يعيشونها منذ أزيد من ربع قرن من الزمن خاصة وأنهم يملكون ملفات السكن تم إيداعها على مستوى بلدية باب الوادي لمدة طويلة. وفي سياق متصل أوضح بعض المتحدثين أن السيل بلغ الزبى ولم يعد في مقدورهم تحمل المزيد حيث أصبحت ظروف العيش لا تطاق خاصة في فصل الشتاء أثناء تساقط الأمطار مما ينجر عنها تسرب المياه إلى داخل البيوت التي ألحقت بهم أضرارا بليغة ناهيك عن ارتفاع نسبة الرطوبة التي أدت إلى إصابة بعض السكان بالحساسية، ضيق التنفس ،الربو وغيرها من الأمراض المزمنة التي أصبح هؤلاء عرضة للإصابة بها طالما أنهم لا يزالون مقيمين بهذه السطوح و العمارات، أما في فصل الصيف فالوضع يصبح كارثيا بسبب انتشار الحشرات الضارة كالبعوض والجرذان فضلا عن درجة الحرارة المرتفعة المنبعثة من الصفائح وهو ما يشكل خطرا حقيقيا على صحتهم, كما استنكر بعض المواطنين مظاهر اللامبالاة والتهميش التي يتعرضون لها في الوقت الذي ضربت فيه السلطات المحلية طلباتهم عرض الحائط مؤكدين أن هذه الأخيرة اكتفت بتقديم الوعود التي بقيت وعودا ، غير أن الجانب الملموس كان الغائب الأكبر. و أشاروا في سياق حديثهم إلى أنهم قاموا بإيداع ملفات للحصول على سكنات اجتماعية منذ سنوات طويلة السنوات الماضية بالبلدية ، إلا أن الحظ لم يحالفهم في ذلك خلال عمليات توزيع حصة السكنات التي كانت بلدية باب الوادي تستفيد منها في كل مرة . ويضيف السكان انه قد تم في العام الماضي تنصيب لحنة قامت بإحصاء هذه البيوت التي وصل عددها إلى أكثر من 450 بيت وبعد معاينتها للأكواخ أكدوا أن سكناتهم وصلت إلى درجة متقدمة من التدهور و الهشاشة ولهم الأولوية في الاستفادة من سكنات جديدة في اقرب الآجال وقصد الاستفسار أكثر عن مصيرهم توجه المعنيون إلى مقر بلدية باب الوادي أين أكد لهم مسؤول بالبلدية أن وضعيتهم محل دراسة وهناك مشروع لترحيل هذه العائلات إلى سكنات اجتماعية جديدة ، غير أنه لم يحدد موعد عملية الترحيل، ليبق هؤلاء السكان يتخبطون في مشاكل لا حصر لها . و بالرغم من إعلان الدولة بالتنسيق مع الجهات المعنية عن جملة من الإجراءات لرد الاعتبار للنسيج العمراني والبنايات بالعاصمة من خلال القضاء على البيوت القصديرية والهشة بما في ذلك السكنات الكائنة فوق السطوح وأقبية العمارات التي تشوه المنظر العام للمدينة،غير أن الواقع يثبت وجود عائلات كثيرة تعيش في أماكن لا تليق بحياة البشر في مختلف بلديات الولاية .