تهدد 30 عائلة قاطنة بأقبية العمارات بشارع زوج عيون ببلدية القصبة، بالاحتجاج في حالة إقصائها من عملية الترحيل المقبلة سيما وأن عملية إحصاء السكنات التي تم برمجتها خلال الأشهر القليلة الماضية لم تمس حيهم الأمر الذي آثار قلقهم وتوتر أعصابهم. كيف لا والأزمة التي تتخبط فيها تلك العائلات فاقت كل التصورات، حيث يعيشون في جحيم ومعاناة يومية، إزاء عدم توفر أدنى ضروريات العيش الكريم بسبب الرطوبة العالية التي يتكبدها هؤلاء الأبرياء في ظل التهميش والعزلة المفروضة عليهم، ولا جهة تدخلت لانتشالهم من النفق المظلم الذي يخيّم على حياتهم في مكان لا يصلح لآدميين على الإطلاق، سيما وأن وضعيتهم الحرجة تعود إلى أزيد من 40 سنة، وأردف محدثونا أنه بالرغم من إيداع شكاوي متعددة بالبلدية، إلا أنها لم تلق أي صدى بل ضربت كل مطالبهم عرض الحائط سيما بعد الفترة العصيبة في فترة الانسداد التي مرت بها البلدية آنذاك والتي لازالت آثارها السلبية تلاحق هؤلاء على حد تعبيرهم. وقد عبر هؤلاء السكان في حديثهم مع "أخبار اليوم" عن مدى غضبهم من الوضعية الكارثية والحيوانية التي يعيشون فيها دون أن تشعر السلطات بمعاناتهم ومشكلتهم، وأكدوا لنا أنهم ضاقوا ذرعا من الوعود الكاذبة والتي لم تجسد على أرض الواقع من سنين طويلة ووضعيتهم تزداد سوءا يوما بعد يوم، خاصة بعدما أصبح شبح الانهيار يهددهم معربين أن في أي لحظة حياتهم معرضة للخطر لذا لم يتبق أمام صبرهم هذا سوى الخروج عن الصمت والقيام بالتنديد و الاحتجاج والخروج إلى الشارع في حال عدم استجابة السلطات الوصية لانشغالاتهم خصوصا أن معاناتهم تتضاعف بصفة يومية نتيجة الوضع الذي يتخبطون فيه بسبب تصدع الأسقف والجدران المتمثلة في الصفائح، كما أبدى هؤلاء استياءهم لوضعيتهم خصوصا الشتاء. وفي سياق الكلام علقوا آمالهم على قدوم الوالي الجديد بإخراجهم من هذه الجحور التي عمّروا فيها بين جدران خضراء ألحقت بهم شتى أنواع الذل والهوان والأمراض المزمنة. وفي اتصال هؤلاء ب (أخبار اليوم) أعربوا لنا أنه لم يعد في مقدورهم تحمل المزيد من تلك المعاناة، سيما خلال هذه الأسابيع التي عرفت تساقط الأمطار بكميات معتبرة مما انجر عنها تسرب المياه إلى داخل البيوت التي ألحقت بهم أضرارا جسيمة، فضلا عن ارتفاع نسبة الرطوبة التي أدت إلى إصابة بعض القاطنين بذات الأقبية بالحساسية وضيق التنفس والربو وغيرها من الأمراض المزمنة التي أصبحت هاجس هؤلاء طالما أنهم لا يزالون مقيمين بهذه الجحور، ونفس الكوارث والأوضاع المزرية تعيشها تلك العائلات في فصل الصيف، حيث تنتشر الأوساخ والروائح والحشرات الضارة كالبعوض والجرذان ناهيك عن درجة الحرارة المرتفعة المنبعثة من الصفائح وهو ما يشكل خطرا حقيقيا على صحتهم، واستنكر بعض المواطنين مظاهر اللامبالاة والتهميش التي يتعرضون لها من طرف السلطات المحلية التي لم تعير مشاغلهم أدنى اهتمام لحد الساعة. ووسط هذه الوضعية المأساوية رفعت تلك العائلات استغاثتها للسلطات على رأسها والي العاصمة إنقاذهم من الموت تحت الردم في أي لحظة.