تعرضت خمسة محلات لأعمال حرق، عقب اندلاع مناوشات صبيحة أمس بين مجموعات من شباب مدينة بريان بولاية غرداية (45 كلم عن عاصمة الولاية). وتخلّل هذه المناوشات تراشق بالحجارة والزجاجات الحارقة وإضرام النار في خمسة محلات تجارية، حيث تسببت الوضعية في شلل لحركة المرور على مستوى الطريق الوطني (1)؛ مما عرقل حركة السير بين شمال وجنوب الوطن. وبدا واضحا ما خلّفته أعمال تخريب ونهب وتحطيم التجهيزات الحضرية والأرصفة، والتي تعكس مشاهد من الخراب الذي تعرضت له مدينة بريان. ولمواجهة هذه الوضعية تدخلت قوات حفظ النظام العمومي مدعومة بقوات من ولايات مجاورة، لتفريق المتنازعين واستعادة النظام والأمن بهذه المدينة التي يسودها في هذه الآونة الهدوء. وذكر شهود عيان بعين المكان بأن هذه المناوشات اندلعت إثر رشق بالحجارة والزجاجات الحارقة لسيارة، مما تَسبب في إصابة سائقها بحروق من الدرجة الثانية على مستوى الوجه، والذي تم نقله إلى مستشفى مدينة غرداية، حسب مصدر طبي. وتأتي هذه المناوشات بعد أحداث مماثلة كانت قد وقعت مؤخرا بعدد من أحياء سهل وادي ميزاب (غرداية)، والتي يسودها إلى حد الآن الهدوء؛ حيث لازال عدد هام من المحلات التجارية مغلقا. من جانب آخر، وفي بيان ورد إلينا أمس، أكد مجلس أعيان قصر آتمليشت بمليكة في بلدية غرداية، أن ما يشهده القصر من أحداث وما تعرّض له من جرائم في ممتلكاته وإصابات بليغة في أبنائه وجراح عميقة في معنوياته، "يبعث على الأسى والألم"، إذ أشار إلى أنه تم "تدمير وحرق حوالي 50 دارا وبستانا ومحلا تجاريا، وتم إجبار حوالي 100 عائلة على ترك منازلها". وأرجع بيان المجلس ما يحدث إلى "العدوان السافر من عصابات الإجرام". وأنكر "الصبغة المذهبية والطائفية للأحداث التي تروّج لها بعض وسائل الإعلام". وقال المجلس في بيانه إن "المشكل ليس طائفيا بقدر ما هو مشكل أوكار فساد وعصابات نهب وسرقة وترويج المخدرات، التي تعيث في الأرض فسادا". وحمل البيان أربعة مطالب للمجلس، أوّلها "إطلاق سراح الموقوفين الذين كانوا في وضعية الدفاع عن أنفسهم وممتلكاتهم"،"توفير الأمن النوعي في كامل الأحياء واتخاذ التدابير اللازمة لتفادي تكرار هذه الأحداث مستقبلا"، استئصال بؤر الفساد والإجرام ومحاسبة ومعاقبة المجرمين" و«التكفل بالمتضررين من الأحداث وتعويضهم".