تعرضت خمسة محلات لأعمال حرق عقب اندلاع مناوشات في صبيحة السبت بين مجموعات من شباب مدينة بريان بولاية غرداية (45 كلم عن عاصمة الولاية) حسبما لوحظ. وقد تخللت هذه المناوشات تراشق بالحجارة والزجاجات الحارقة وإضرام النار في خمسة محلات تجارية حيث تسببت الوضعية في شلل لحركة المرور على مستوى الطريق الوطني (1) مما عرقل حركة السير بين شمال وجنوب الوطن. وبدت واضحة ما خلفته أعمال تخريب ونهب وتحطيم للتجهيزات الحضرية والأرصفة والتي تعكس مشاهد من الخراب الذي تعرضت له مدينة بريان. ولمواجهة هذه الوضعية تدخلت قوات حفظ النظام العمومي مدعومة بقوات من ولايات مجاورة لتفريق المتنازعين واستعادة النظام والأمن بهذه المدينة التي يسودها في هذه الآونة الهدوء. وذكر شهود عيان بأن هذه المناوشات قد اندلعت إثر رشق بالحجارة والزجاجات الحارقة لسيارة مما تسبب في إصابة سائقها بحروق من الدرجة الثانية على مستوى الوجه و الذي تم نقله إلى مستشفى مدينة غرداية حسب مصدر طبي. وتأتي هذه المناوشات بعد أحداث مماثلة كانت قد وقعت مؤخرا بعدد من أحياء سهل وادي ميزاب (غرداية) و التي يسودها إلى حد الآن الهدوء حيث لازال عددا هاما من المحلات التجارية مغلقا. ووري الثرى صبيحة أمس السبت الضحية الثاني في أحداث غرداية، المدعو الحاج سعيد خالد، في مقبرة الشيخ بابا السعد، والذي قضى خمسة أيام في الإنعاش، متأثرا بالإصابات التي تلقاها على يد مجهولين يوم الأحد الماضي. أبصر خالد نور الحياة بغرداية يوم 16 أكتوبر 1978، متزوج وأب لابنين، عمر الأول 5 سنين، أما الثاني فيبلغ عاما وأربعة أشهر، وهو آخر عنقود بين إخوانه، كان بارا بوالديه، وحظي بدعوات خيرهما، شهد له معاشروه بالخير وكان مثالا في التعقّل وترشيد الشباب وضبط حماسهم. كما يعتبر خالد هو ثاني ضحية لأمه، التي فقدت ابنها البكر؛ المدعو الشيخ ضمن عداد ضحايا الإرهاب، حيث اغتيل من قبل الجماعات الإرهابية عام 1996 بمدينة الجلفة، وبذلك تفقد أم خالد وأحمد ابنين لها في أعمال عنف وأحداث استثنائية عاشها ويعيشها الوطن الجزائري.